ومضة من السيرة

اصحمة بن ابجر بعد موته: النجاشي لقب لمن يحكم الحبشة، أرسل النبي هذه الرسالة مع الصحابي عمرو بن امية الضمري، وكان نصها: بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله الى النجاشي عظيم الحبشة، سلام على من اتبع الهدى، وآمن بالله ورسوله، وشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، لم يتخذ صاحبةً […]

– طبيب خصي، قد تعلم الطب وبرع فيه فأرسله للنبي كطبيب وجاسوس في آن واحد، فقبل النبي كل الهدايا الا الطبيب بعد ان اكرمه واستضافه قال له: (ارجع لصاحبك وقل له لا يحتاج لطبيب)، لأنه من هديه لنا: لا نأكل حتى نجوع، وإذا اكلنا نقوم دون الشبع، فإن المعدة بيت الداء والحمية رأس الدواء، ما

قال حاطب رضي الله عنه: أرسل معي المقوقس هدايا للنبي صلى الله عليه وسلم جاريتان: هما مارية القبطية واختها سيرين كان مقوقس القبط قد رباهما في قصره وتعلمتا دين النصرانية، وكانتا مقربتان إليه، وعندما قرأ الرسالة رأى أن خير ما عنده يقدمه للنبي هاتين الجاريتين، هذا في الظاهر وفي الحقيقة كما قال صلى الله عليه

المقوقس هو لقب كل من كان يحكم مصر، وكان مسيحيا وتابعا للإمبراطورية الرومانية، وكانت لغة اهلها اللغة القبطية، فخاطبهم صلى الله عليه وسلم بالصيغة التي خاطب فيها عظيم الروم هرقل لانهم اهل كتاب، وحمل الرسالة حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه وعندما توجه حاطب الى مصر، وجد المقوقس قد رحل الى الإسكندرية فتوجه اليه،

قام باذان عامل كسرى على اليمن بتنفيذ أمره وأرسل جنديين للقبض على النبي، وفي الطريق مروا بالطائف، وعلم أهلها ان كسرى يطلب محمد ففرحوا واستبشروا وقال بعضهم لبعض: أبشروا فقد نصب له كسرى ملك الملوك، وكفيتم الرجل، ورجع رسول رسول الله الى المدينة واخبر النبي صلى الله عليه وسلم، بما حدث، فسخر النبي وضحك وقال:

كسرى هو لقب كل من يحكم إمبراطورية فارسية، واسمه خُسرو الثاني ولقبه إبرويز أي المنتصر، وحامل الرسالة الصحابي عبد الله بن حذافة رضي الله عنه، وهو الذي في عهد عمر بن الخطاب أسره الروم وطلب منه ملك الروم أن يتنصر فرفض، ثم قال له: تنصر أشركك في ملكي، فأبى فأمر به أن يصلب وترمى عليه

كثر الصخب وارتفعت الاصوات عند هرقل، فقام وانطلق متوجها من الاقصى الى مقر حكمه حمص، واخذ معه حامل الرسالة، فلما وصل أمر أن يجتمع عنده عظماء الروم في دسكرة له، فلما اجتمعوا أمر ان تغلق الابواب، ثم قال: يا معشر الروم هل لكم في الفلاح والرشد، وأن يثبت ملككم فتبايعوا هذا النبي؟ فحاصوا حيصة حمر

قال هرقل لترجمانه اسأله كيف نسبه فيكم؟ قال: هو فينا ذو نسب، هل قال هذا القول منكم أحد قط قبله؟ قال: لا، هل كان من آبائه من ملك؟قال: لا، هل أشراف الناس يتبعونه أم ضعفاؤهم؟ قال: بل ضعفاؤهم، أيزيدون أم ينقصون؟ قال: بل يزيدون، فهل يرتد أحد منهم سخطةً لدينه بعد أن يدخل فيه؟ قال:

وقعت حرب بين الفرس والروم ، وانتصر الفرس وكانت قريش تميل للفرس، ففرحت وتوعدت من دخل في دين محمد أنه سيأتي يوم لنا ونقضي على هذا الدين، حينها كان المسلمون مستضعفين في مكة، فأغتم النبي والمسلمون لذلك، فأنزل الله {الم، غُلِبَتِ الرُّومُ، فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ، فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ

بعد رجوع النبي من خيبر بثلاث أيام، وقف وحمد الله وأثنى عليه ثم قال: (أيها الناس، إن الله بعثني رحمة وكافة، فأدوا عني رحمكم الله ولا تختلفوا عليّ، كما اختلف الحواريون على عيسى ابن مريم عليه السلام)، فقالوا: وكيف اختلف الحواريون على عيسى عليه السلام يا رسول الله؟ قال: (دعاهم الى تبليغ دين الله، فمن