محــتــوى جــديــد كــل يــوم
قال الله تعالى:
-{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا ۖ وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلَّا أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ ۚ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۚ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا} النساء (19) .
سبحانه من اكرامه للمرأة أن وضع تشريعات للتعامل معها، لتوفية حقها من مهر ونفقة وميراث وغيره. ومنها هذه الآية حتى في حال كرهها. يحسن عشرتها.
-{ فَمَن يَعْمَلْ مِنَ ٱلصَّٰلِحَٰتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا كُفْرَانَ لِسَعْيِهِۦ وَإِنَّا لَهُۥ كَٰتِبُونَ} الانبياء (94)
سبحانه لا يضيع عنده شيء فهو مكتوب. ولا يُجحد سعي الانسان، ولا يضيع عمله، بل يُضاعف بحسب قوة إيمانه.
-{ فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّىٰ إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ} الانعام (44)
من سنن الله سبحانه الاستدراج، رغم ما هم فيه من معاصي يمدهم الله ليس محبة لهم. وإمهال الله للظالم قد يطول ولكن أخذه له يكون فجأة ومباغتة، لانه فوت الفرصة على نفسه، وعندها لا ينفع الندم والحزن.
*خبر نبوي:
-عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
” لَوْ يَعْلَمُ الْمُؤْمِنُ مَا عِنْدَ اللَّهِ مِنَ الْعُقُوبَةِ مَا طَمِعَ بِجَنَّتِهِ أَحَدٌ، وَلَوْ يَعْلَمُ الْكَافِرُ مَا عِنْدَ اللَّهِ مِنَ الرَّحْمَةِ مَا قَنَطَ مِنْ جَنَّتِهِ أَحَدٌ”. [رواه مسلم].
– وفي [مسند احمد]، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:” لَوْ يَعْلَمُ الْمُؤْمِنُ مَا عِنْدَ اللَّهِ مِنَ الْعُقُوبَةِ مَا طَمِعَ بِالْجَنَّةِ أَحَدٌ، وَلَوْ يَعْلَمُ الْكَافِرُ مَا عِنْدَ اللَّهِ مِنَ الرَّحْمَةِ مَا قَنَطَ مِنَ الْجَنَّةِ أَحَدٌ، خَلَقَ اللَّهُ مِائَةَ رَحْمَةٍ، فَوَضَعَ وَاحِدَةً بَيْنَ خَلْقِهِ يَتَرَاحَمُونَ بِهَا، وَعِنْدَ اللَّهِ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ رَحْمَةً”
-عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
” يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: يَا آدَمُ. فَيَقُولُ: لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ وَالْخَيْرُ فِي يَدَيْكَ. فَيَقُولُ: أَخْرِجْ بَعْثَ النَّارِ. قَالَ: وَمَا بَعْثُ النَّارِ؟ قَالَ: مِنْ كُلِّ أَلْفٍ تِسْعَمِائَةٍ وَتِسْعَةً وَتِسْعِينَ. فَعِنْدَهُ يَشِيبُ الصَّغِيرُ {وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ }”. قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَأَيُّنَا ذَلِكَ الْوَاحِدُ؟ قَالَ:” أَبْشِرُوا، فَإِنَّ مِنْكُمْ رَجُلٌ وَمِنْ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ أَلْفٌ. ثُمَّ قَالَ:” وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنِّي أَرْجُو أَنْ تَكُونُوا رُبُعَ أَهْلِ الْجَنَّةِ”. فَكَبَّرْنَا، فَقَالَ:” أَرْجُو أَنْ تَكُونُوا ثُلُثَ أَهْلِ الْجَنَّةِ”. فَكَبَّرْنَا، فَقَالَ:” أَرْجُو أَنْ تَكُونُوا نِصْفَ أَهْلِ الْجَنَّةِ”. فَكَبَّرْنَا، فَقَالَ:” مَا أَنْتُمْ فِي النَّاسِ إِلَّا كَالشَّعَرَةِ السَّوْدَاءِ فِي جِلْدِ ثَوْرٍ أَبْيَضَ، أَوْ كَشَعَرَةٍ بَيْضَاءَ فِي جِلْدِ ثَوْرٍ أَسْوَدَ”. [رواه البخاري]
توجيهات نبوية:
عَنْ أَبِي أُمَيَّةَ الشَّعْبَانِيِّ، قَالَ: أَتَيْتُ أَبَا ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيَّ فَقُلْتُ لَهُ: كَيْفَ تَصْنَعُ بِهَذِهِ الْآيَةِ؟ قَالَ: أَيَّةُ آيَةٍ؟ قُلْتُ: قَوْلُهُ تَعَالَى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} قَالَ: أَمَا وَاللَّهِ لَقَدْ سَأَلْتَ عَنْهَا خَبِيرًا، سَأَلْتُ عَنْهَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ:” بَلِ ائْتَمِرُوا بِالْمَعْرُوفِ، وَتَنَاهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ، حَتَّى إِذَا رَأَيْتَ شُحًّا مُطَاعًا، وَهَوًى مُتَّبَعًا، وَدُنْيَا مُؤْثَرَةً، وَإِعْجَابَ كُلِّ ذِي رَأْيٍ بِرَأْيِهِ، فَعَلَيْكَ بِخَاصَّةِ نَفْسِكَ، وَدَعِ الْعَوَامَّ ؛ فَإِنَّ مِنْ وَرَائِكُمْ أَيَّامًا الصَّبْرُ فِيهِنَّ مِثْلُ الْقَبْضِ عَلَى الْجَمْرِ، لِلْعَامِلِ فِيهِنَّ مِثْلُ أَجْرِ خَمْسِينَ رَجُلًا يَعْمَلُونَ مِثْلَ عَمَلِكُمْ” [رواه الترمذي].
-قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ العَزِيْزِ رَحِمَهُ اللّٰهُ:
الرِّزْقُ مَقْسُومٌ، وَلَنْ يَعْدُوَ المَرْءُ مَا قُسِمَ لَهُ، فأَجْمِلُوا فِيْ الطَّلَبِ، فَإِنَّ فِيْ القُنُوعِ سَعَةً وَبُلْغَةً، وَكَفًّا عَنْ كَلَفَةٍ. [القَنَاعَةُ وَالتَّعَفُّف لابن أبي الدنيا].
-قال عبد الله بن عمرو رضي الله عنه:
عليكم بالقرآن، فتعلموه وعلموه أبنائكم، فإنكم عنه تسألون، وبه تجزون، وكفى به واعظًا لمن عقل. [شرح صحيح البخاري لابن بطال].
-قيل لحكيم، كيف ترى الدهر؟ قال:
يُخْلِق الأبدان، ويجدّد الآمال، ويقرّب الآجال، قيل له: فما حال أهله؟
قال: من ظفر به نصب، ومن فاته حزن، قيل: فأي الأصحاب أبرّ؟
قال: العمل الصالح، قيل: فأيهم أضرّ؟ قال: النفس والهوى، قيل: ففيم المخرج؟ قال: في قطع الراحة وبذل المجهود.
قال الأصمعي رحمه الله:
مررت بكناس في بعض الطريق وهو ينشد :
(وأكرم نفسي إنني إن أهنتها // وحقك لم تكرم على أحد بعدي)
فقلت: عن أي شيء أكرمتها وهذه الجرة على رقبتك؟ فقال: عن الوقوف على باب مثلك.
قال ابن مسعود رضي الله عنه:
لا يسأل أحد عن نفسه غير القرآن، فإن كان يحب القرآن فإنه يحب الله ورسوله. [شرح صحيح البخاري لابن بطال].
نصيحة تربوية:
قال سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه: علموا أولادكم العوم والرماية، ومروهم فليثبوا على الخيل وثباً، ورووهم ما يجمل من الشعر.
دعاؤك سلاحك:
الحمد لله والصلاه والسلام على رسول الله محمد:
اللهم نور قلوبنا بنور الإيمان واجعلنا هداة مهتدين، وثبت إيماننا بك ثبوت الجبال الراسيات، وأصلح أولادنا واغفر لآبائنا وأمهاتنا واجمعنا وإياهم مع عبادك الصالحين في جنات النعيم. وصل اللهم وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وعلى التابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين.
الشعر:
قال معن بن أوس المزني:
وَكُنتُ إِذا ما صاحِبي رامَ ظِنّتي // وَبَدَّلَ سُوءاً بِالَّذي كُنتُ أَفعَلُ
قَلَبتُ لَهُ ظَهرَ المِجَنِّ وَلَم أَدُم // عَلى ذاكَ إِلّا رَيثَما أَتَحَوَّل
إِذا اِنصَرَفَت نَفسي عَن الشَيءِ لَم تَكَد // عَلَيهِ بِوَجهٍ آخِرَ الدَهرِ تُقبِلُ
قال الشاعر:
إذا كان دوني من بليت بجهله // أبيت لنفسي أن أقابل بالجهل
وإن كان مثلي في محل من العلا // هويت إذا حلما وصفحا عن الجهل
وإن كنت أدنى منه في الفضل والحجا // رأيت له حق العلاوة والفضل
وقال: ألم تعلمي أن الغنى يجعل الفتى // سنيا وأن الفقر بالمرء قد يزري
فما رفع النفس الوضيعة كالغنى // ولا وضع النفس الرفيعة كالفقر
المعاني:
من قوله تعالى:﴿وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا﴾
(ولَقّاهُمْ): أكرمهم وأعطاهم.
(نضرة وسرورًا): حُسْنًا ووَضاءَةً في وجوههم وفَرَحًا في قُلوبِهِمْ.
قال تعالى: ﴿وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلَالُهَا﴾ أي قريبة منهم أشجارها فهي تُظِلُّلُهْم ويَجِدونَ فيها لَذَّةَ التَّظْليلِ وراحَتَهُ ومُتْعَتَهُ.
من الأمثال:
(أَخٌ أرادَ البِرَّ صَرْحًا فاجْتَهَدَ): يُضْرَبُ لِمَنِ اجْتَهَدَ في بِرِّكَ، وإنْ لَمْ يَبْلُغْ رِضاكَ.
أي أراد صَرَحًا بالتحريك (فسَكَّنَ)،
والصَّرَحُ: الخالص مِنْ كل شيء، يقال: صَرُحَ صَراحَةً فَهُوَ صَريحٌ وصَرِحٌ وصُراحٌ.
– قال الإمام البخاري رحمه الله: إني لأرجو أن ألقى الله وليس أحدٌ يطالبني أني اغتبته. [البداية والنهاية]
– قال الزهري رحمه الله: إذا طال المجلس كان للشيطان فيه نصيب. [البداية والنهاية]
– قال ابن تيمية رحمه الله: لا يحل لأحد أن يقنط من رحمة الله وإن عظمت ذنوبه. [مجموع الفتاوى]
– قال ابن مسعود رضي الله عنه: الغِلُّ: يعني الحقد، أذهَبُ لحسنات الرجل من الشمس للجليد. [الجامع لابن وهب]
– قال سعيد بن المسيب رحمه الله: من حافظ على الصَّلوات الخمس في جماعةٍ، فقد ملأ البرَّ والبحر عبادة. [الحلية]
– قال ابن القيم رحمه الله: والدعاء من أنفع الأدوية، وهو عدو البلاء ويعالجه ويمنع نزوله ويرفعه أو يخففه إذا نزل وهو سلاح المؤمن. [الجواب الكافي]
- قال عروة بن الزبير رضي الله عنه: لا تمتنع من شيء أحباه.(يعني ما لم يكن معصية) [ابن أبي الدنيا في مكارم الأخلاق]
– قال ابن تيمية رحمه الله: ليس في الدنيا أكثر ولا أعظم خيرا من قلب المؤمن. [مجموع الفتاوى]
– قال ابن القيم رحمه الله: من أساء إليك ثم جاء ليعتذر؛ فإن التواضع يوجب عليك قبول معذرته، وتكل سريرته إلى الله. [تهذيب المدارج].
-روى عن الأعمش قال:
مر أعرابى بعبد الله بن مسعود وهو يقرئ قومًا القرآن
فقال: ما يصنع هؤلاء؟ فقال ابن مسعود: يقتسمون ميراث محمد صلى الله عليه وسلم. [شرح صحيح البخاري لابن بطال].
-قال يحيى بن أكثم رحمه الله :
أدخلتُ علي بن عياش على المأمون، فتبسم، ثم بكى،
فقال: يا يحيى أدخلتَ علي مجنونا! فقلت: أدخلتُ عليك خير أهل الشام وأعلمهم ما خلا أبا المغيرة؟
قال الذهبي : الرجل عمل بالسنة، فسلم وتبسم، ثم بكى لما رأى من الكبر والجبروت. [سير أعلام النبلاء].