وجد المسلمين في ذلك الحصن منجنيق، آلة تستخدم في رمي الحجارة الثقيلة على الأسوار فتهدمها ولم يكن العرب يعرفونه، انتقل اليهود الى حصن القلعة وكان هو أمنع الحصون لأنه فوق قمة جبل، ومن الصعب جداً الوصول اليه،
وفرض النبي الحصار عليه واستمر ثلاثة أيام، ويأتي توفيق الله تعالى ونصره فألقى الله الرعب في قلب رجل اسمه عزول أراد ان يفعل شيء يحفظ به نفسه واولاده وزوجته وماله، فأتى وتسلل من الحصن، وطلب مقابلة النبي،
قال: يا أبا القاسم، إنك لو أقمت السنين تحاصرهم ما بالوا بك ولكن هناك طريقة واحدة لفتح الحصن،
قال النبي: (ما هي؟)، قال: أمني قال النبي: (أمنتك) قال: وزوجتي وأبنائي قال: (نعم)، قال: وأموالي قال: (نعم)،
قال: إن لهم جداول يخرجون بالليل يشربون منها ثم يعودون الى قلعتهم، فلو قطعت عليهم الطريق خرجوا لقتالك، فأمر النبي أن يقطع عنهم جداول الماء فاضطر اليهود الى الخروج، ودار قتال في منتهى الضراوة، حتى انتصر المسلمون وفتحوا حصن القلعة بعد ثلاثة أيام،
ثم انتقل النبي الى منطقة الشق، وبدأ بحصن أبي وتم حصاره، وخرج أحد اليهود يطلب المبارزة، فخرج اليه أبو دجانة رضي الله عنه فقتله ثم دار قتال عنيف وانتصر المسلمون، واقتحموه فهرب اليهود الى حصن النزار، كان على جبل مرتفع، حصنوا فيه نساءهم وأطفالهم وأموالهم، فتحصنوا داخله ولم يخرج أحد منهم لقتال المسلمين، وقاموا برشق المسلمين بالنبل والحجارة واستمر الحصار فترة طويلة، وكان المسلمون قد وجدوا داخل حصن الصعب المنجنيق، أمر النبي، بنصبه وبدأ يضرب اسوار الحصن حتى تهدم جزء من السور ، فتسلل المسلمون الى داخل الحصن، ودار قتال من أعنف أنواع القتال، وتم النصر وفتحه المسلمون وأخذ جميع ما فيه من النساء سبايا وكان منهن السيدة صفية بن حيي والتي اعتقها النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك وتزوجها،
وكانت هناك حصون صغيرة أخلوها اليهود وهربوا إلى منطقة الكتيبة وتحصنوا بحصونها، ومعنوياتهم قد انهارت تماماً وبدأ المسلمون في حصار حصن القموص، واستمر أربعة عشر يوما، ودار قتال مرير حول الحصن وفي النهاية عندما شعروا بالموت، وان جيش محمد صلى الله عليه وسلم لا يهزم، طلب اليهود أن يتفاوضوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فوافق على شروط الإستسلام، ولم يفاوضهم على الصلح.