عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : لَا حَسَدَ إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ : رَجُلٍ آتَاهُ اللَّهُ مَالًا فَسَلَّطَهُ عَلَى هَلَكَتِهِ فِي الْحَقِّ، وَرَجُلٍ آتَاهُ اللَّهُ حِكْمَةً، فَهُوَ يَقْضِي بِهَا وَيُعَلِّمُهَا.[رواه البخاري] الحسد المذكور في الحديث هو الغبطة، وهي أن يتمنى أن يكون له مثل ما لغيره من غير أن يزول عنه، والحرص على هذا يسمى منافسة، ويجوز حمل الحسد في الحديث على حقيقته على أن الاستثناء منقطع، والتقدير نفي الحسد مطلقا، لكن هاتان الخصلتان محمودتان، ولا حسد فيهما فلا حسد أصلا. قوله: ( إلا في اثنتين ) أي: لا حسد محمود في شيء إلا في خصلتين. وعبر بالتسليط؛ لدلالته على قهر النفس المجبولة على الشح. قوله: (هلكته) عبر بذلك ليدل على أنه لا يبقي منه شيئا. وكمله بقوله: ” في الحق ” أي: في الطاعات ليزيل عنه إيهام الإسراف المذموم. قوله: (الحكمة) المراد بها القرآن وقيل: المراد بالحكمة كل ما منع من الجهل وزجر عن القبيح.