-قال تعالى:{ *هَا أَنتُمْ هَٰؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنكُم مَّن يَبْخَلُ ۖ وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ ۚ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنتُمُ الْفُقَرَاءُ ۚ وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُم*} محمد (38)
دين الله محفوظ وفي رعايته، وإنَّ المراهنة على اندثاره رهان خاسر، لم يفلحوا جهابذة الشر من قبل، فلا يغرنَّك في طريق الحق قلة السالكين ولا يغرنَّك في طريق الباطل كثرة الهالكين أنت الجماعة ولو كنتَ وحدك ، كن غريبًا فطوبى للغرباء، واعلم أنَّ دين وشريعة الله تسير غير آبهة بأسماء المتخاذلين، تسقط أسماء وتعلو أسماء. وهو شامخ.
قال تعالى: { *وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ۗ ،…*} البقرة (143)
الوسط هنا هو الخيار الأفضل، العدل ، تدعون يوم القيامة فتشهدون للنبي صلى الله عليه وسلم بالبلاغ ، ثم يشهد عليكم . وليس المراد به ما كان بين شيئين متفاوتين .
– قال تعالى: { *وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا ۖ إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ*} البقرة (127).
لنا فيهم اسوة عليهما الصلاة والسلام، فالمؤمن المتقي لا يغتر بأعماله الصالحة، بل يخاف أن ترد عليه، ولا تقبل منه، ولهذا يُكْثِرُ من سؤالَ الله قَبولها. قال ابن رجب: وإنما أمر بسؤال العفو في ليلة القدر بعد الاجتهاد في الأعمال فيها وفي ليالي العشر، لأن العارفين يجتهدون في الأعمال ثم لا پرون لأنفسهم عملا صالحا ولا حالا ولا مقالا فيرجعون إلى سؤال العفو كحال المذنب المقصر. [لطائف المعارف]