– عتبة بن أبي سفيان رضي الله عنه، أمير مصر، وليها من قبل أخيه معاوية، فقدمها سنة 43 ه ثم خرج إلى الإسكندرية مرابطا، فابتنى دارا في حصنها القديم، وتوفي فيها سنة 44 ه.
كان عاقلا فصيحا مهيبا، من فحول بني أمية، شهد مع عثمان، رضي الله عنه، يوم الدار، وشهد يوم الجمل مع عائشة.
قال الأصمعي رحمه الله: الخطباء من بني أمية عتبة بن أبي سفيان، وعبدالملك بن مروان.
الموصى: عبدالصمد، مؤدب ولده.
قال عتبة : يا عبدالصمد، ليكن أول ما تبدأ به من إصلاح بني إصلاح نفسك، فإن أعينهم معقودة بعينيك، فالحسن عندهم ما استحسنت، والقبيح عندهم ما استقبحت.
وعلمهم كتاب الله، ولا تستكرههم عليه فيملوه، ولا تتركهم منه فيهجروه.
وروهم من الشعر أعفه. ومن الحديث أشرفه.
ولا تخرجهم من علم إلى علم حتى يحكموه. فإن ازدحام الكلام في السمع مضلة للفهم.
وتهددهم بي، وأدبهم دوني. وكن لهم كالطبيب الرفيق، لا يضع الدواء إلا بعد معرفة الداء.
وروهم من سير الملوك. وجنبهم محادثة النساء.
ولا تتكلن على عذر مني، فإني اتكلت على كفاية منك. واستزدني بزيادتك إياهم، أزدك إن شاء الله.