عرفوا اهل يثرب من اليهود أن هناك نبيٌّ سيبعث وإقترب زمانه، وعرفوا صفاته منهم. وعندما إلتقى صلى الله عليه وسلم برهطٍ من رجالهم، عرض عليهم دعوته، فوقفوا يستمعون له فقال لهم: (ممن القوم) قالوا: من يثرب فقال صلى الله عليه وسلم: (من الأوس أم من الخزرج)، قالوا: من الأوس فقال: (هل تجلسون أكلمكم؟) قالوا: ماذا عندك يا أخ قريش قال: (إني رسول الله إليكم وإلى الناس كافة، أدعوكم إلى لا إله إلا الله، ونبذ ما تدعون من دونه من آلهة تصنعونها بأيديكم)، فقال: بعضهم كلبعض أليس هذا الذي تحدثكم عنه يهود؟ ويستفتحون به عليكم؟ قالوا: ورب الكعبة إنه هو، فلا تسبقنا إليه اليهود، لنؤمن به، فآمنوا رضي الله عنهم وارضاهم على رأسهم اسعد بن زرارة أميرهم، لكن لا يوجد بيعة هنا ، وعلمهم شيئاً من الدين، فقال له أسعد بن زرارة: يا رسول الله، لقد جئنا وكنا نريد أن نحالف قريش، على إخوتنا بعد يوم بعاث، إن جمع الله قومنا عليك فلا أعز منك فينا، وإنطلقوا إلى قومهم دعاة إلى الله ، وشرح الله صدر البعض فجاؤوا في موسم الحج الثاني وبعد أن كانوا سبعة تخلف من السبعة إثنان وصحبهم من جديد سبعة رجال آخرين فأصبحوا اثنا عشر رجلا، فإجتمعوا بالنبي صلى الله عليه وسلم عند العقبة وقال: (تبايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئاً، ولا تزنوا، ولا تسرقوا، ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق، فمن وفّى منكم فأجره على الله، ومن أصاب شيئاً من ذلك فعوقب به فهو كفارةً له، ومن أصاب شيئاً من ذلك فستره الله عليه فأمره إلى الله إن شاء عفا عنه وإن شاء عذبه) فقالوا: قبلنا وبايعوه، وقالوا: اِنا نريد رجل من أصحابك يعلمنا القرآن ويكون إمامنا بالصلاة فإختار لهم مصعب بن عمير رضي الله عنه،وإنطلقوا إلى قومهم.