قصة ابو جندل

وصل خبر ابو بصير مع الدليل كوثر، فتجادل سهيل بن عمرو مع أبي سفيان حتى في من يدفع دية رسولهم، ثم اخذ ابو سفيان بمجامع ثياب سهيل وانتزعه وصرخ به: اصرف عنا هذا البلاء، فلم تدفع دية القتيل، وارتضت قريش بما جرى، وكتفوا بأن النبي قد سلمه ولم يقبله بين اصحابه في المدينة، ووفى بعهده.

وكان قد اتجه ابو بصير واختار موقعا حساساً في العيص طريق تجارة قريش الى الشام، وكلما مرت به قافلة من قريش اعترضها وقتل من فيها، وأخذ من غنائمها ما استطاع، وسمع به المسلمون المستضعفون الذين في مكة، وقبائل العرب من حولها، فأخذوا يهربون واحدا وراء الأخر اليه، فكان أبو جندل ابن سهيل منهم، فاصبحوا مجموعة من ثلاثمائة رجلا،

فقال ابو بصير: يا ابا جندل، انت أميرنا وإمامنا نصلي ورائك ونقتدي بأمرك واخذوا يهاجمون قوافل قريش، فجن جنونها ماذا نفعل ليس لهم حل؟ وكل هذا قبل أن يمضي عام على صلح الحديبية،

واجتمعت قريش فاختارت ابا سفيان ورهطا من قومه وفداً الى رسول الله، ومعهم كتاب موقع من سهيل بن عمرو والشهود الذين كانوا معه، وجاء ابو سفيان للنبي قائلا: انشدك ربك والرحم الذي بيننا، إلا قبلت رجاءنا يا محمد

قال: (وماهو طلبكم؟) قال: ان تأوي إليك جماعتك ابو بصير وابو جندل وكل من اراد ان يهاجر، وامسح هذا البند من الصلح، فنظر النبي صلى الله عليه وسلم في وجه اصحابه وقال لهم على سمع ابو سفيان: (ارأيتم حين رضيت وأبيتم؟)،

فقبل النبي، ثم أمر وبحضور ابي سفيان ان يكتب الى ابي بصير وابو جندل أن يقدما الى المدينة ومن معهما، ورجع ابو سفيان، ووصل كتاب النبي الى ابي بصير، وقد حضره الموت رضي الله عنه، فقيل له: هذا رسول رسول الله فأخذ الكتاب وقبله، ووضعه على عينيه، ثم قرأ الكتاب وهو يجود بنفسه وهو يقرأ الرسالة ويردد الصلاة والسلام على رسول الله، وفاضت روحه ووقع الكتاب على صدره، فاخذ الكتاب ابو جندل، وجهزوه وصلوا عليه ودفنوه في موقعه، ثم انطلقوا الى المدينة.

🌾
🍑
🌾

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *