كانت قريش قد اشاعت مقالة سترون اليوم قوماً يطوفون بالبيت، قد أوهنهتم حمى يثرب، واطلع الله نبيه عن طريق جبريل ما تقوله قريش، فلما دخل صلى الله عليه وسلم ونظر للجبال وعليها رجال قريش، وعبد الله بن رواحة ماسك بزمام القصواء، عندما سمع النبي يلبي، وأمرهم صلى الله عليه وسلم ان يكبروا، فقال شعراً معتزاً بنبيه ودينه، قال: < خَلّوا بَني الكُفّارِ عَن سَبيلِهِ، خَلّوا فَكُلُّ الخَيرِ في رَسولِهِ، قَد أَنزَلَ الرَحمَنُ في تَنزيلِهِ، في صُحُفٍ تُتلى عَلى رَسولِهِ، بِأَنَّ خَيرَ القَتلِ في سَبيلِهِ، يا رَبُّ إِنّي مُؤمِنٌ بِقيلِهِ، أَعرِفُ حَقَّ اللَهِ في قَبولِهِ >. فلما قال هذا الشعر، قال عمر معترضاً: يا ابن رواحة، مه شعرٌ بين يدي رسول الله وهو محرم ملبي، وقد اشرفنا على الحرم؟ فقال النبي: (إني اسمع يا عمر، فخلي عنه والذي نفس محمداً بيده لشعره أسبق الى قلوبهم من نضح النبل أما بلغك يا عمر ما يقولون؟)، قال: ماذا يقولون يارسول الله؟ قال: (أتاني جبريل وأخبرني انهم يقولون سيطوف اليوم بالبيت قوم أوهنتهم حمى يثرب)، قل يا ابن رواحة فأخذ ابن رواحة يردد الشعر، دخل النبي مكة راكباً على ناقته، وحوله الصحابة وهم يلبون، في مشهد رائع فلما دخل الحرم من جهة المسعى ونظر الى الحرم قال: (إيهاً يا ابن رواحة ومجد لنا الله قل: لا اله الا الله وحده، صدق وعده ونصر عبده واعز جنده وهزم الاحزاب وحده) فأخذ بن رواحة يقول والصحابة يرددون خلفه بصوت اهتزت له مكة كلها والنبي راكب على ناقته القصواء معتمراً، وحوله الفين من اصحابه يلبون ويكبرون، على مسمع قريش، فلما اقترب من الكعبة نزل عن راحلته واقترب منها وراع الصحابة شي جديد الإحرام يعرف من ايام ابراهيم عليه السلام ان يلبس الانسان إزاراً، ويضع على منكبيه رداء يستر كتفيه، وأصبحت كلمات التكبير (لا اله الا الله وحده، صدق وعده ونصر عبده واعز جنده وهزم الاحزاب وحده) شعار لنا بعد تكبيرات العيد