عَنْ عَاصِمِ بْنِ لَقِيطِ بْنِ صَبْرَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ:
قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَخْبِرْنِي عَنْ الْوُضُوءِ
قَالَ:” أَسْبِغْ الْوُضُوءَ وَخَلِّلْ بَيْنَ الْأَصَابِعِ وَبَالِغْ فِي الِاسْتِنْشَاقِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ صَائِمًا “.
[رواه ابو داود]
في ظلال الحديث :
أَسْبِغْ الْوُضُوء : أَيْ أَبْلِغْ مَوَاضِعه ، وَأَوْفِ كُلّ عُضْو حَقّه وَتَمِّمْهُ وأكمله ، كمية وكيفية بالتثليث والدلك وتطويل الغرة ولا تَتْرُك شَيْئًا مِنْ فَرَائِضه وَسُنَنه.
وَخَلِّلْ بَيْن الْأَصَابِع : التَّخْلِيل : تَفْرِيق أَصَابِع الْيَدَيْنِ وَالرِّجْلَيْنِ فِي الْوُضُوء، وَأَصْله مِنْ إِدْخَال شَيئ فِي خِلال شَيئ وَهُوَ وَسَطه .
وبالغ في الاستنشاق : بإيصال الماء إلى باطن الأنف بل إلى البلعوم حيث فٌهم ذلك من الجزء الأخير من الحديث (إلا أن تكون صائما ) . وجه الإعجاز في الحديث :
هو اختيار الرسول صلى الله عليه وسلم المبالغة في الاستنشاق بالذات إلا أنه اختص الأنف بمزيد من العناية والاهتمام،
فالمبالغة تعنى كثرة الكمية والنوعية ، فالمبالغة في الكمية تعني كثرة عدد الغسلات ،
أى الإستمرارية التى أشرنا لها في صفات الغسول الفعال بالإضافة إلى ترغيبه فى أحاديث كثيرة فى أن يظل المسلم على طهارة بإستمرار ، و أما المبالغة النوعية فتعنى المبالغة فى إيصال الماء إلى داخل عمق تجويف الأنف حتى تصل إلى البلعوم فى غير نهار الصيام. الشق العلمي في الموضوع:هو أهمية غسول الأنف في علاج التهابات الجيوب الأنفية والوقاية منها ، حقيقة علمية مؤكدة، فكثرة غسول الأنف لابد أن يؤدى إلى تنظيفها وإزالة الإفرازات والجراثيم منها ومن ثم حمايتها من الالتهابات ، ووقاية و شفاء ثانيا،