مراقبة القافلة

قرر صلى الله عليه وسلم أن يترقب قافلة قريش، عند عودتها من الشام، وعلم أنها قافلة ضخمة جداً قوامها ألف بعير، وحراستها ضعيفة لا تزيد عن سبعين رجل، وأنها بقيادة أبو سفيان ومعه عمرو بن العاص.

وقف صلى الله عليه وسلم بين اصحابه وقال: (هذه عير قريش فيها أموالهم، فاخرجوا اليها، لعل الله أن يغنمكموها)، وقال: (من كان ظهره حاضرا فليركب معنا). فبعض الصحابة اسأذنوا النبي في أن ياتوا بدوابهم من خارج المدينة، فلم يأذن لهم

وقال: (لا إلا من كان ظهره حاضرا). وكان ممن لم يخرج مع النبي صلى الله عليه وسلم عثمان بن عفان لأن زوجته السيدة رقية بنت النبي كانت مريضة مرضا شديدا حتى يرعاها.

خرج الرسول صلى الله عليه وسلم من المدينة في الثاني عشر من رمضان في السنة الثانية من الهجرة، وجعل على المدينة من يدير شؤون أهلها أبو لبابة رضي الله عنه، وإستخلف عبدالله بن أمي مكتوم ليصلي بالناس اماما في الصلاة. وكان معه ثلاثمائة رجل من المهاجرين والأنصار منهم فارسين الزبير بن العوام، والمقداد بن الأسود على فرسيهما، وسبعين جمل كل ثلاثة أو أربعة مشتركين على جمل، حتى وصلوا الى طرف المدينة لبيوت السقيا، وهي آبار عذبة، وقف يستعرض اصحابه، فوجد فيهم غلمان فأرجعهم، وكان منهم عمير بن ابي الوقاص عمره ستة عشر سنة، فرآه النبي فقال له: (أرجع يا عمير) فأخذ يبكي بكاء شديدا، فلما رأه بهذا الوضع ووجد فيه جدية ورجولة مبكرة سمح له.

🌾
🍒
🌾

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *