بعد بناء المسجد النبوي كانوا يحضرون إلى الصلاة عند وقت الصلاة،
فجمعهم النبي صلى الله عليه وسلم وقال: (لنتخذ وسيلة تعلن وقت الصلاة) فاقترحوا اقتراحات كلها رفضت،
فقال قائل: نبعث من ينادي في الطرقات الصلاة جامعة، فإستحسنه النبي صلى الله عليه وسلم، مبدئيا وأمر أربعة ينادون في وقت الصلاة من جهات المسجد الأربعة، ومضت هذه الطريقة أيام،
ويوما اقبل الفجر، وإذا بعبد الله بن زيد الأنصاري يطرق باب النبي صلى الله عليه وسلم ويستأذن،
فخرج إليه النبي، فقال عبد الله: بأبي وأمي يا رسول الله، لقد رأيت رؤيا أعظمتها فلم أملك نفسي بأن أبقى إلى الفجر، فأتيتك من الساعة فأعذرني يا رسول الله
قال: (هاتِ ما ورائك يا إبن زيد؟) فاخبره بالرؤيا.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (رؤيا حق يا إبن زيد إنتظر حتى يكون الفجر وتمليها على بلال، فإنه أندا منك صوتاً).
وعلمها لبلال فوقف ينادي بها، فما أن كبر تكبيرتين حتى جاء عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فأقبل على النبي يقبل رأسه ويقول: والذي بعثك بالحق، لقد رأيت مثل هذا الليلة، وكنت أريد أن أحدثك به بعد الصلاة،
فقال له النبي: (لقد سبقك بها عبد الله بن زيد، ولقد سبقكما بها جبريل، فلقد جاءني ولقنني إياها)، فتم الأذان، وليس فيها عبارة (الصلاة خير من النوم).
ويوما قال بلال: حي على الفلاح وهو رافع بها صوته، تذكر أن الناس نيام ، فإجتهد من عنده وقال: الصلاه خيرٌ من النوم، فسمعها النبي صلى الله عليه وسلم فقال له بعد أن أتم الأذان: (نِعما ما قلت يا بلال إجعلها في الفجر دائماً).