اسلام عمرو بن الجموح

بدأت هجرة الصحابة إلى المدينة، وأخذ الإسلام ينتشر في المدينة المنورة، وبقي بعض القوم من سادة المدينة لم يسلموا،

ومنهم عمرو بن الجموح: هو سيد من سادة بني سلمة، كان له صنم من الخشب سماه مناف يحبه أكثر من أهله وماله، وشديد الإسراف في تقديسه.

فلما أسلم أولاده وزوجته وهو لا يعلم جاء اولاده يستشيرونه ما رأيك بهذا الدين الجديد، قد أتبعه الناس فما ترَ في إتباعه؟

فقال: حتى أشاور مناف فأَنظُر ما يقول، فوقف بين يدي صنمه ثم حمد الصنم وأثنى عليه ثم قال: يا مناف لا ريب أنك قد علمت بخبر هذا القادم، ولا يريد أحداً بسوء سواك، وينهانا عن عبادتك، فأشِرْ عليّ يا مناف ثم تركه وخرج،

فلما أظلم الليل، جاء ابنه وصديقه معاذ بن جبل، وأتفقوا أن يذهبوا إلى هذا الصنم في الليل ويأخذوه ويرموه في حفرة فيها أوساخ الناس،

فلما أصبح عمرو وذهب إلى صنمه فلم يجده فخرج يسأل من إعتدى على آلهتي الليلة؟ فوجده مُلقى في حفرة القذارات والنجاسات، فأخذه وغسله وطهره وطيبه ثم رجع به إلى داره.

وفي الليلة الثانية تكرر الفعل، قال عمرو بن الجموح على مسمع الناس يخاطب الصنم: لو أعلم من يصنع بك هذا لأخزينه ولكني لا أعلم ولكن عندي رأي، فعلق سيفه في عنق الصنم وقال: هذا سيفي تتفاخر به أهل يثرب، فإن جاء من يعتدي عليك الليلة، فدافع عن نفسك.

وهذه المرة أخذوا السيف وربطوا الصنم بحبل بجانب كلب ميت ونكسوه على رأسه في الحفرة، فلما جاء ونظر إليه، فتبين له الحق، فقال للصنم: والله لو كنت إلها لم تكن أنت وكلب وسط البئر.

الحمد لله العلي ذي المنن، الوهاب الرزاق ديان الدين، هو الذي أنقذني من قبل أن أكون في ظلمة قبر مُرتهن بأحمد المهدي النبي المؤتمن، ثم أسلم.

🌾
🌹
🌾

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *