-قال تعالى:{ *لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ …*} البقرة (256)
وقال: { *وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ*} يونس (٩٩)
ليس في سنة الله سبحانه الإكراه، ولا القضاء والقدر بأنه إكراه للإنسان على غير طبعه وطبيعته وقد نفى الله عن نفسه الإكراه بآيات صريحة
وقال:{ *إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِّن السَّمَاء آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ*} الشعراء ( 4)
والقضاء والقدر لا يصح أن يُفهم على أنه إكراه للناس. فالله يقضي على كل إنسان من جنس نيته، ويشاء له من جنس مشيئته ، ويريد له من جنس إرادته ، ولا ثنائية أو إزدواجية في ذلك.
قال تعالى:{ *مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤتِهِ مِنْهَا*} (20) الشورى.
وقال: { *فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللّهُ مَرَضاً*} (10) البقرة
وقال: { *وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى*} (17) محمد.
وقال مخاطبا اسرى بدر: { *إِن يَعْلَمِ اللّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِّمَّا أُخِذَ مِنكُمْ*} (70) الأنفال.
أن تسيير الله هو عين تخيير العبد ، لأنه يسيِّر كل امريءعلى هوى قلبه وعلى مقتضى نياته. فيقضي ويقدِّر ، ويجري قضاءه و قدره على مقتضى النية والقلب إن شراً فشر و إن خيراً فخير .
– قال تعالى: { *فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى *فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى * وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَى * وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى*فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى*} (5) الليل.
وقال في الانفال: { *وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللّهَ رَمَى*}(17)
ومعنى هذا أن التسيير هو عين التخيير في حقنا، ولا ثنائية ولا تناقض، الله يسيِّرنا إلى ما اخترناه بقلوبنا ونياتنا ، فلا ظلم ولا إكراه ولا جبر ، ولا قهر لنا على غير طبائعنا،فهنا تلتقي رمية العبد والرمية المقدَّرة من الرب لعلمه ، فتكون رمية واحدة وهذا مفتاح لغز القضاء والقدر، فعلى العبد النية ، وعلى الله التمكين ، إن خيراً فخير ، و إن شراً فشر.