خباب رضي الله عنه، اشترته أم أنمار الخزاعية، كانت تأمر غلمانها ان يضعو الجمر على ظهره بعد تعريته، فيغيب رضي الله عنه عن الوعي ثم تقول: إرفعوه فلما صحى من الغيبوبة ذهب إلى رسول الله، وكان جالساً في حِجر الكعبة و أبو بكر الصديق بجانبه قال: بأبي أنت وأمي يا رسول الله إلى متى نعاني هذا ألا تستنصر لنا، فغضب النبي صلى الله عليه وسلم واحمرَّت عيناه، وقال: (ماذا لقيتم في سبيل الله يا خباب، لقد كان فيمن قبلكم يؤتى بالرجل فتحفر له الحفرة ثم يوضع المنشار على رأسه حتى يخرج إلى ما بين فخذيه لا يرده ذلك عن دينه، كان يؤتى بالرجل فيمشط بأمشاط الحديد لحمه وعصبه دون عظمه وهو حي إلى أن يفارق الحياة لا يرده ذلك عن سبيل الله، فماذا لقيتم أنتم؟ والذي نفسي بيده لَيُتِمَّنَّ الله هذا الأمر حتى تخرج المرأة أو يخرج أحدكم من حضرموت إلى البيت الحرام لا يخشى إلا الله والذئب على الغنمه، ولكنكم تستعجلون) وهذا ليرفع من تحملهم، قال أبو بكر: فما راعني إلا والنبي رفع يديه إلى السماء حتى بان بياض إبطيه والدموع في عينيه وقال: (اللهم أنصر خباب، اللهم أنصر خباب، اللهم أنصر خباب) وبعد ثلاثة أيام أصيبت أم أنمار بمرض الصرع، فصارت تعوي مثل الكلاب فأحضروا لها الكاهن، قال: في داخلها جني لا يخرج حتى تُحمّى جفنة من نحاس وتوضع على رأسها، ونفذوا فإنفجرت دماغها وسقطت ميته.