جيش الثأر لقريش

بعد غزوة بدر وطوال هذا العام قامت قريش بشن حرب إعلامية مكثفة تشجع القبائل على الانتقام من المسلمين، والثأر لقتلاهم، وعلى رأس المحفزين على القتال الأسير المحرر الشاعر أبو عزة الجمحي، الذي منّ عليه النبي، وأطلقه من غير فداء، بشرط أن لا يهجو المسلمين ، ولا يرفع سيفه عليهم، وبدأت قريش بحشد قواتها من داخل مكة، ومن كنانة، وثقيف والأحابيش، فجمعت جيشا كبير بكامل عتاده، وخرج الجيش بقيادة أبي سفيان في أواخر شهر رمضان من السنة الثالثة من الهجرة، أي بعد بدر بعام كامل. فكان خالد بن الوليد على ميمنة الفرسان، وعكرمة بن أبي جهل على ميسرة الفرسان وصفوان بن أمية على المشاة، وعبد الله بن ربيعة على رماة السهام، وأعطى اللواء لبني عبد الدار، وخرجت مع الجيش خمسة عشر امرأة من زوجات أشراف مكة على رأسهن هند بنت عتبة زوجة أبو سفيان ومعهن الدفوف يضربن بها، وكان من ضمن الجيش وحشي، كان عبدًا لجبير بن مطعم فقال له: إن أنت أصبت حمزة بن عبد المطلب فأنت حر، وقالت له هند: أشّفي وأسّتشفي، وأعدك بوزنك ذهباً وفضة، إن أنت مكنتني من كبد حمزة. فلما وصلوا إلى الأبواء قالت هند للجيش: لو بحثتم قبر أم محمد، فإن أسر منكم محمداً أحدا، فديتم كل أسير بجزء من أجزائها، فرفض أبو سفيان رأيها وكذلك سادة قريش.
🌾🪷🌾

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *