بعد ان حلق صلى الله عليه وسلم وتحلل من احرامه، وقف الناس يسألونه ما يحتاجون وكان يُيسر عليهم، ويخفف عنهم فجاء إليه رجل وقال: يا رسول الله لم أشعر إلا وقد حلقت قبل ان أنحر، فقال النبي: (أنحر ولا حرج عليك)، وقال آخر: يارسول الله لم اشعر إلا نحرت قبل ان ارمي، فقال النبي: (أرمي ولا حرج عليك)، قال جابر: فما سئل يومها عن شيء قدمه أحدهم أو أخره إلا قال: (افعل ولا حرج)، ثم قرأ قوله تعالى: {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ}، ثمّ انطلق النبي إلى بيت الله الحرام، فطاف طواف الإفاضة راكباً بعيره، وبعدها اتجه إلى مِنى، فصلى فيها الظهر والعصر، وبات هناك ليلة الحادي عشر، وانتظر حتى إذا غابت الشمس بدأ بالجمرة الصغرى فرمى بسبع حصيات، ثم اتجه إلى جهة الوادي ودعا ثم رمى الجمرة الوسطى بسبع حصيات، واتجه مرةً أخرى جهة الوادي ودعا، ثمّ رمى الجمرة الكبرى من بطن الوادي، وبات ليلة الثاني عشر في منى ولم يتعجل، وبعدها أمر الناس بطواف الوداع، ثم عاد إلى المدينة المنورة.