لما فتح النبي صلى الله عليه وسلم خيبر، وانتهى الأمر أن إختار النبي صلى الله عليه وسلم صفية بنت حيي، وتزوجها، أسلمت، ولما دخل الإيمان قلبها، وإطمئنت، وأصبحت زوجة للنبي
فقال لها: (حدثي أصحابي)، قالت أم المؤمنين صفية بن حيي رضي الله عنها: يا رسول الله لقد كان أبي سيد بني النضير
وإليه مرجعهم، وكان عمي أبا ياسر حبر من أحبارهم، فلما سمعا بمبعثك إعتراهم هم كبير، فما زالوا يترقبوا أخبارك، حتى قدمت إلى قباء فلما سمعا بقدومك، خرجا إليك مغلسين، وكنت أحبّ أبنائهم إليهما، إذا خرجا وعادا ولقياني هششت لهما، فأخذاني من دون أبنائهما قالت: فخرجا يوم قدومك إلى قباء مغلسين اي الصبح فما عادا إلا مع سقوط القرص، عادا فاترين كسلانين، ساقطين يمشيان الهوينا، قالت: فهششت إليهما كما كنت أصنع ، فوالله ما نظر إلي واحد منهما قالت: فسمعت عمي، يقول لأبي حيي يسأله أهو هو؟ هل تيقنت منه كما نجده في كتبنا؟ قال له: أجل والله هو هو، وربِ عيسى وموسى هو الذي كنا ننتظره قال: هل عرفته بصفاته ونعته؟ فقال له: أشد من معرفتي بإبنتي هذه، تقول صفية وأشار إليّ بأصبعه، فقال عمي أبا ياسر: فماذا في نفسك منه؟ قال: عداوته ما حييت، فأمسك عمي أبا ياسر بيدي أبي وقال: يا أخي أطعني في هذه وإعصيني بما شئت، لا تناصب الرجل العداء ما دام نبياً ورسولا فيهلكنا الله فصاح وقال: لا لا عداوته ما حييت، لما بعثه الله من العرب؟ ويكفينا قوله تعالى {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ}