قال سهيل: اكتب هذا يا محمد، وليشهد عليه رجال من صحبك ورجال من صحبنا،
فقال النبي: (ادنو يا علي واكتب) فقال النبي: (اكتب يا علي بسم الله الرحمن الرحيم)،
فقال سهيل: ومن الرحمن الرحيم هذا؟ فوالله ما ندري ما هو، اكتب ما نعرفه باسمك اللهم
فقال الرسول: (نعم، امُحها يا علي واكتب باسمك اللهم)، فكتبها، ثم قال النبي: (اكتب يا علي، هذا ما تصالح عليه محمد رسول الله)، فاستوقفه سهيل وقال: يا محمد لو كنا نعلم أنك رسول الله ما صددناك ولا قاتلناك، ولكن اكتب هذا ما تصالح عليه محمد بن عبد الله مع سهيل بن عمرو،
فقال النبي: (اني رسول الله وان كذبتموني امُحها يا علي واكتب هذا ما تصالح عليه محمد بن عبد الله مع سهيل بن عمرو) فقال علي: لا والله لا امحوها، فقال النبي: (امحها يا علي، واكتب كما قال سهيل) فقال: والذي بعثك بالحق لا امحها، واضطرب الصحابة، فأخذ النبي الممحاة وقال: (يا علي اين هذه الكلمة، أرني مكانها؟) فأشار عليها، فمحاها النبي بنفسه وقال: (اكتب يا علي هذا ما تصالح عليه محمد بن عبد الله مع سهيل بن عمرو. ثم نظر النبي الى علي وقال: (يا علي والذي نفسي بيده لتعطينا من نفسك مثلها يوماً وانت على الحق)، ومضت الايام، حتى جاءت خلافة علي ووقع الخلاف مع معاوية، واشتد القتال حتى وصلوا لطاولة التفاوض، فجاء الى علي رضي الله عنه عمرو بن العاص للمفاوضة يمثل معاوية، فعندما أرادوا أن يكتبوا الكتاب قال علي للكاتب: اكتب هذا ما تصالح عليه امير المؤمنين علي بن ابي طالب مع معاوية بن ابي سفيان، فقال عمرو بن العاص: لا والله لو كنا نعلم انك اميراً للمؤمنين ما قاتلناك بل اكتب هذا ما تصالح عليه علي بن ابي طالب مع معاوية بني ابي سفيان، فبكى علي رضي الله عنه وجهش بالبكاء وهو يقول: اشهد أن لا إله إلا الله، واشهد ان محمدا رسول الله وقال للكاتب: اكتب كما يريد والله لقد قالها لي النبي صلى الله عليه وسلم ونحن في الحديبية.