قام ابو جهل وأصر على استكمال السير، وقال في كبريائه وغطرسته،
والله لا نرجع حتى نرد بدرا فنقيم عليها ثلاثا ننحر الجزور، ونطعم الطعام ونسقي الخمر وتعزف علينا القيان، وتسمع بنا العرب وبمسيرنا وجمعنا، فلا يزالون يهابوننا أبدا فامضوا،
فقام حكيم بن حزام وهو من عقلاء قريش، فذهب إلى عتبة وقال له: يا أبا الوليد أنت أسن رجل في قريش، وسيدها المطاع إعدل بالناس عن الحرب فلا حاجة لنا بمثل هذه الحرب،
قال: أجل سأفعل، ولكن من يضمن لي إبن الحنظلية (أبو جهل)
قال حكيم: قم حدث الناس فلن يغلب رجل كثرة، فقام عتبة وقال: أيها الناس قد سمعتم أن تجارتكم في أمان وإن الذي أرسل يستنصركم هو الذي أرسل إليكم عدم الخروج للحرب، فإني أرى أن نرجع فإنها حرب لا أراها إلا قرون، ينظر الرجل في وجه الرجل يكرهه يقول هذا قتل أخي وهذا قتل أبي وهذا قتل عمي فإنما هم أهلكم، وأتركوا محمد ومن معه للعرب، فإن أصابوه فقد كفيتم منه، وإن ظهر محمد فعزه عزكم،
فقام أبو جهل وقال كلمات إستفز فيها عتبة، فغضب عتبة ونفخ الشيطان في أنفه، فأقسم عتبة أنه أول من يخوض الحرب فحمي وطيس الحرب وأبطلت حكمة عتبة بن ربيعة فمضوا بإتجاه بدر، الا بنو زهرة عادوا الى مكة، ولذلك كانت رؤيا عاتكة عمة النبي صلى الله عليه وسلم، أن الصخرة عندما تفتت دخل في كل بيت من بيوت مكة منها فلقة، الا بيوت بني زهرة، فلما انسحب بنو زهرة قل عددهم فأصبح تسعمئة وخمسين رجل.