من السير

كان المنصور معجبا بمحادثة محمد بن جعفر بن عبد الله بن عباس رضي الله عنهم،

وكان الناس لعظم قدره يفزعون إليه في الشفاعات، فثقل ذلك على المنصور، فحجبه مدة، ثم لم يصبر عنه، فأمر الربيع أن يكلمه في ذلك،

فكلمه، وقال: اعف أمير المؤمنين لا تثقل عليه في الشفاعات، وقال: بحقي عليك ألا أخبرتني وأعلمتني بخبر هذه الرقاع، فأعلمه،

وقال: ما أتيت يا ابن معلم الخير إلا كريما، وتمثل بقول عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر:
(لسنا وإن أحسابنا كرمت // يوما على الأحساب نتّكل
نبني كما كانت أوائلنا // تبني ونفعل مثل ما فعلوا)
وتصفح الرقاع وقضى حوائجهم عن آخرها، قال محمد: فخرجت من عنده وقد ربحت وأربحت.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *