مواعظ منها

*موقف:

اجتاز الشافعي رحمه الله تعالى بمصر في سوق الحدادين، فسقط سوطه، فقام إنسان، فأخذه ومسحه وناوله إياه، فقال لغلامه: كم معك؟ قال: عشرة دنانير، قال: ادفعها إليه واعتذر له. 🌾🌾

-قيل لأعرابي: ما بلغ من حفظك للسر؟ قال: أفرقه تحت شغاف قلبي ثم أجمعه وأنساه كأني لم أسمعه. وكان أحزم الناس من لا يفشي سره إلى صديقه مخافة أن يقع بينهما شر، فيفشيه عليه. 🌾🌾

-الأُخُوَّة ليست علاقات صداقة تنهيها حين يغدر بك الصديق ويخون، هي دم يجري في العروق، لذلك حتى لو تجاهل أحدنا وجوده في حياته سيشعر بالحنين إليه،

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو،قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:” إِنَّ الرَّحِمَ مُعَلَّقَةٌ بِالْعَرْشِ، وَلَيْسَ الْوَاصِلُ بِالْمُكَافِئِ، وَلَكِنَّ الْوَاصِلَ الَّذِي إِذَا انْقَطَعَتْ رَحِمُهُ وَصَلَهَا“. [مسند احمد]

لا يقاس عطاء الأخوة بقانون الأخذ والعطاء وإن قيس لن يحصد سوى جفاف المشاعر وتصحر الأحاسيس وتباعد المسافات، فأغلب مشاكل القطيعة بين الإخوة تكمن في تدخل الزوجات أو الأزواج والأبناء والبنات وإيغار صدور الإخوة على بعضهم البعض . لذلك لا تسمح لهم أو لغيرهم أن يتدخلوا في تشكيل إطار علاقتك بإخوتك ويدفعوا بك نحو طريق القطيعة والبعد والهجر . روعة الأخوة أن تشعر أختك أو أخوك بقيمته في حياتك، باشتياقك له، بأن أمره وهمومه ومشكلاته تعنيك، بأن دموعه تنحدر من عينيك قبل عينيه، أن تسنده قبل أن يسقط، أن تكون عكازه قبل أن يطلب منك ذلك، الأخوة ليست أسماء مرصوصة في بطاقة رسمية ولا …، ولا …، أنتم إخوة، حملكم رحم واحد، وأرضعتكم الأم نفسها، وعشتم في نفس البيت وأكلتم من الصحن وشربتم من الكأس، واحتفظتم بالذكريات نفسها، فلن تستطيع أن تمحو كل ذلك، وحتى لو حاولت ستشعر بتأنيب الضمير فالدم الذي يسري في عروقك سيشعرك بالحنين لإخوة يقاسمونك كريات دمك، فإياك ثم إياك أن تفرط بأخوتك من أجل أي شئ في هذه الدنيا الفانية فكل شيء يمكن تعويضه، الزوج والأبن، ولكن إلأخ إن ذهب فلن يأتي غيرهم، وبر الأم يوصله بر الخالة، وبر الأب يوصل بر العم، والعم صنو الأب. فهنيئاً لكل واصل رحم، قال صلى الله عليه وسلم:” من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره، فليصل رحمه“. [رواه البخاري] . 🌾🌾

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *