-نصيحة:
بني نم باكراً فالبركة في الرزق صباحاً وأخاف أن يفوتك رزق الرحمن لأنك تسهر . وحينما يثق بك أحد ، فإياك ثم إياك أن تغدر، وإذا ابتلاك الله بعدو قاومه بالإحسان إليه ، ادفع بالتي هي أحسـن فستنقلب العداوة حباً. واعلم أن الاسد لم يصبح ملكاً للغابة لأنه يزأر، ولكن لأنه عزيز النفس، لا يقع على فريسة غيره مهما كان جائعاً يتضور، فلا تسرق جهد غيرك فتتجوّر، وانظر للحرباء وشاهد بنفسك حيلتها فهي تلون جلدها بلون المكان ، واعلم أن في البشر مثلها نسخ تتكرر .
-أوصى والد ابنه فقال:
يا بني إذا أردت أن تكتشف صديقاً سافر معه؛ ففي السفر ينكشف الإنسان ويذوب المظهر وينكشف المخبر ، ولماذا سمي السفر سفرا ؟ إلا لأنه عن الأخلاق والطبائع يُسفر . وإذا هاجمك الناس وأنت على حق فافرح، لأنهم يقولون لك أنت ناجح ومؤثر ، ولا يُرمى بالحجر إلا الشجر المثمر .
-من باب تقوية الإيمان في النفوس:
كان الربيع ابن خثيمٍ كان إذا قسى قلبه حفر قبرآ في فناء داره ونزل فيه واضطجع وقال لنفسه:
(ربي ارجعون لعلي اعمل صالحآ فيما تركت) فيجيب على نفسه بنفسه انهض يا ربيع فإنك لن توالي غيرها.
وقيل له: ما نراك تغتاب أحداً. فقال: لست عن نفسي راضياً فأتفرغ لذم الناس. وأنشد:
لنفسي أبكي ليس أبكي لغيرها // لنفسي من نفسي عن الناس شاغل