نصيحة:
إن جوجل وجميع برامج التواصل بحرٌ عميق، ضاعت فيه أخلاق الرجال وسقطت فيه العقول فلنكن فيه كالنحلة ، لا نقف إلا على الطيب من الصفحات ، لننفع بها أنفسنا أولاً ثم الآخرين، ولا نكن كالذباب يقف على كلّ شيئ، الخبيث والطيب، فينقل الأمراض من دون أن يشعر
كان عامر بن عبد الله بن الزبير على فراش الموت يَعُدُ أنفاسَ الحياة وأهله حوله يبكون فبينما هو يصارع الموت سمع المؤذن ينادي لصلاة المغرب ونفسُهُ تُحشْرجُ في حلقه وقد أشتدّ نزعُه وعظـُم كربه فلما سمع النداء قال لمن حوله : خذوا بيدي قالوا : إلى أين ؟ قال : إلى المسجد قالوا : وأنت على هذه الحال قال : سبحان الله أسمع منادي الصلاة ولا أجيبه خذوا بيدي فحملوه بين رجلين فصلى ركعة مع الإمام ثمّ مات في سجوده نعم مات وهو ساجد
قصة وعبرة:
انعطبت إحدى السفن التجارية وهي في عرض البحر من كثرة الحمل والمتاع الذي فيها فأصبحت مهددة بالغرق فإقترح ربانها أن يتم رمي بعض المتاع و البضاعة في البحر ليخفف الحمل على السفينة و تنجو فأجمعوا أن يتم رمي كامل بضاعة أحد التجار لأنها كثيرة فاعترض التاجر واقترح أن يرمى قسم من بضاعة كل تاجر بالتساوي حتى تتوزع الخسارة على الكل ولا تصيب شخص واحد فقط فثار عليه باقي التجار وتأمروا عليه و رموه في البحر هو وبضاعته و أكملوا طريق سفرهم،أخذت الأمواج تتلاعب بالتاجر وهو موقن بالغرق وخائف حتى أغمي عليه وعندما أفاق وجد أن الأمواج ألقت به على شاطئ جزيرة مهجورة وما كاد التاجر يفيق من إغمائه و يلتقط أنفاسه حتى سقط على ركبتيه وطلب من الله المعونة والمساعدة وسأله أن ينقذه من هذا الوضع الأليم، مرت عدة أيام فكان التاجر يقتات خلالها من ثمار الشجر و ما يصطاده من أرانب ويشرب من جدول مياه قريب، وينام في كوخ ٍصغير بناه من أعواد الشجر ليحتمي فيه من برد الليل وحر النهار، وفي ذات يوم وبينما كان التاجر يطهو طعامه هبت ريح قوية وحملت معها بعض أعواد الخشب المشتعلة وفي غفلة منه إشتعل كوخه فحاول إطفاء النار ولكن لم يستطيع فقد إلتهمت النار الكوخ كله بما فيه فأخذ التاجر يصرخ لماذا يارب؟ لقد رميت في البحر ظلماً وخسرت بضاعتي والآن حتى هذا الكوخ الذي يؤويني احترق ولم يتبقى لي شيء في هذه الدنيا، وأنا غريب في هذا المكان لماذا يارب كل هذه المصائب تأتي عليّ ونام ليلته وهو جائع من شدة الحزن لكن في الصباح كانت هناك مفاجأة بانتظاره إذ وجد سفينة تقترب من الجزيرة وتُنزل منها قارباً صغيراً لإنقاذه وعندما صعد التاجر على سطح السفينة لم يصدق عقله من شدة الفرح و سألهم كيف وجدتموني وكيف عرفتم مكاني فأجابوه : لقد رأينا دخاناً فعرفنا أن شخصاً ما يطلب النجدة لإنقاذه فجئنا لنرى ذلك وجدناك وعندما أخبرهم بقصته وكيف أنه رمي من سفينة التجار ظلما، أخبروه بأن سفينة التجار لم تصل وغرقت في البحر فقد اغار عليها القراصنة و قتلوا وسلبوا كل من فيها ، فخر التاجر ساجدا يبكي ويقول: الحمد لله يارب ان أمرك كله خير . *(وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم وعسى ان تحبوا شيئا وهو شر لكم)وان الخير فيما اختاره الله سبحانه