قصة وعبرة:
دخلت طفلة عمر بن عبد العزيز الصغرى عليه في يوم عيد للمسلمين تبكي فسألها: ماذا يبكيك؟ قالت: كل الأطفال يرتدون ثياباً جديدة؟ وأنا ابنة أمير المؤمنين أرتدي ثوباً قديماً، فتأثر لبكائها وذهب إلى خازن بيت المال.وقال له: أتأذن لي أن أصرف راتبي عن الشهرالقادم؟فقال الخازن: ولم يا أمير المؤمنين؟ فحكى له فقال الخازنː لا مانع، وَلكن بشرط؟ فقال عمر: وما هو الشرط؟ فقال:أن تضمن لي أن تبقى حياً حتى الشهر القادم لتعمل بالأجر الذي تريد صرفه مسبقا.فتركه عمر وعاد فسأله أبناؤه:ماذا فعلت يا أبانا؟ قال: أتصبرون وندخل جميعًا الجنة،أم لا تصبرون ويدخل أباكم النار؟ قالوا: نصبر يا أبانا.
سوء الظن:
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: لا يحل لامرىء مسلم يسمع من أخيه كلمة يظن بها سوءاً وهو يجد لها في شيء من الخير مخرجاً. وقال أيضاً: لا ينتفع بنفسه من لا ينتفع بظنه.
موقف:
ﺟﻠﺲ أمير ﻳﻮﻣﺎً ﻟﻠﻤﻈﺎﻟﻢ ﻭ ﺗﺬﻛﺮ ﻛﻼم عالم قام بنصحه فسجنه سبع سنين على جرأته، ﻓﺄﻣﺮ ﺑﻪ ﻓﺄُﺣﻀﺮه فقال ﺍلأمير : ﻗﺪ ﺭﻛﺒﺖ ﻣﻌﻲ ﻣﺮﻛﺐ ﺍﻟﺨﻄﺮ ﺣﻴﻦ ﻛﻠﻤﺘﻨﻲ ﺑﻜﻼﻡ ﻏﻠﻴﻆ فقال : ﺃﻧﺎ كالطبيب انصح ﻣﺮيضي ﻓﻘﺎﻝ ﺍلأمير : ﻭﻣﻦ ﺃﻣﺮﻙ ﺃﻥ ﺗﻘﻮﻝ ﻟﻲ ﺫﻟﻚ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ : ﻭﺃﻧﺖ ﻣﻦ ﺃﻣﺮﻙ ﺃﻥ ﺗﺠﻠﺲ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ ﻟﻠﻘﻀﺎﺀ؟ ﻓﻘﺎﻝ ﺍلأمير : ﺃﻣﺮﻧﻲ ملك ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ : ﻭﺃﻧﺎ ﺃﻣﺮﻧﻲ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﻓﻘﺎﻝ ﺍلأمير : ﺃﻣﺎ ﻋﻠﻤﺖ ﺃﻥَّ ﻣﻦ ﺗﺠﺮﺃ ﻋﻠﻰ ﺍلأمراء ﻓﻘﺪ ﻋﺮﺽ ﻧﻔﺴﻪ ﻟﻠﻬﻼﻙ فقال : ﻭﺃﻧﺖ ﺃﻣﺎ ﻋﻠﻤﺖ ﺃﻥ ﻣﻦ ﺗﺠﺮﺃ ﻋﻠﻰﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﻳﻠﻘﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻴﺮﺍﻥ ﻓﻘﺎﻝ ﺍلأمير: ﻟﻢ ﺗﻘﻞ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻣﺜﻞ ﻗﻮﻟﻚ ﻫﺬﺍ؟ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ : ﻳﺨﺎﻓﻮﻥ ﻣﻦ ﺳﺠﻦ ﺳﺒﻊ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻭﺃﻧﺎ ﺃﻗﺘدي ﺑﺴﻴﺪﻧﺎ ﻳﻮﺳﻒ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﺃﺣﺐ ﺇﻟﻲ ﻣﻦ أﺑﺘﻐﺎﺀ ﺭﺿﺎﻙ ﺃﻭ خشّية أﺑتلائك ﻓﻄﺎﺏ ﻗﻠﺐ ﺍلأمير ﻭﻗﺎﻝ : ﺍﻃﻠﺐ ﻣﻨﻲ ﻣﺎ ﺗﺮﻳﺪ. ﻗﺎﻝ : ﺃﻧﺎ ﺷﻴﺦ كبير ﺭﺩَّ ﻋﻠﻲَّ ﺷﺒﺎﺑﻲ ﻓﻘﺎﻝ ﺍلأمير : ﻻ ﺃﻗﺪﺭ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ فقال : ﻧﺠﻨﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻓﻘﺎﻝ ﺍلأمير : ﻟﻴﺲ ﻟﻲ ﺫﻟﻚ فقال: ﺃﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﺏ ﻣﻦ ﻳﻘﺪﺭ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ كله ﻓﻘﺎﻝ ﺍلأمير : ﺳﺄﻟﺘﻚ ﺃﻥ ﻻ ﺗﺒﺮﺡ ﺣﺘﻰ ﺗﻄﻠﺐ ﻣﻨﻲ ﺷﻴﺌﺎً فالتفت ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻓﺄﺑﺼﺮ ﻋﺒﺪﺍً أسود ﻓﻘﺎﻝ: ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻭﻻ ﺑﺪ ﻓﺈﻧﻲ ﺃﻃﻠﺐ ﻣﻦ ﻋﺒﺪﻙ ﻫﺬﺍ ﻭ ﻟﻴﺲ ﻣﻨﻚ ﻓﻘﺎﻝ ﺍلأمير : ﻫﺬﺍ ﺟﻬﻞ ﻣﻨﻚ ﺗﺘﺮﻛﻨﻲ ﻭﺗﻄﻠﺐ ﻣﻦ ﺃﻗﻞ ﻋﺒﺪٍ ﻟﻲ فقال: ﻏﻀﺒﺖ ﺣﻴﻦ ﻗﻠﺖ ﺃﻃﻠﺐ ﻣﻦ ﻋﺒﺪﻙ ﻫﺬﺍ ﻭﺃﻧﺎ ﺃﺧﺎﻑ ﺃﻥ ﻳﻐﻀﺐ علي ﻣﻮﻻﻱ ﻭ ﻳﻘﻮﻝ ﺗﺘﺮﻛﻨﻲ ﻭ ﺗﻄﻠﺐ ﻣﻦ ﺃﻗﻞ ﻋﺒﺪ ﻟﻲ ﻓﻘﺎﻝ ﺍلأمير : ﻻ ﺗﺒﺮﺡ ﻣﻜﺎﻧﻚ ﻣﺎ ﻟﻢ ﺗﻄﻠﺐ ﻣﻨﻲ ﺷﻴﺌﺎً فقال: إﺣﻤﻞ ﻟﻲ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻛﻴﺎﺱ ﺣﻨﻄﺔ ﻋﻠﻰ ﻇﻬﺮﻙ ﻓﻘﺎﻝ ﺍلأمير: ﻟﻮ ﻗﺪﺭﺕ ﻟﻔﻌﻠﺖ فقال :ﺇﻥ ﻛﻨﺖ ﻻ ﺗﻘﺪﺭ ﻋﻠﻰ ﺣﻤﻞ ثلاﺛﺔ ﺃﻛﻴﺎﺱٍ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻨﻄﺔ ﻋﻠﻰ ﻇﻬﺮﻙ ﻓﻜﻴﻒ تقدﺭ ﻋﻠﻰ ﺣﻤﻞ ﺃﻭﺯﺍﺭ ﺍﻟﻨﺎﺱ