وصول النبي الى قباء

وصل صلى الله عليه وسلم قباء، يوم الإثنين ١٢ ربيع الأول، فقد أتم من عمره الكريم (٥٣) سنة قمرية، فنزل على بني عمرو بن عوف، وزعيمهم كلثوم بن الهدم، ما زال مشركا، ولكنه إستقبله، فاختار النبي أن يكون ضيف عليه، ونزل عنده ضيفاً، في الصباح أمر النبي صل الله عليه وسلم، أن يبنى مسجد قباء، في نفس مكان اجتماعه مع اصحابه، وعمل فيه بيده، قال تعالى: { لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَىٰ مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ ۚ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُوا ۚ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ} وفي صباح يوم الجمعة اكمل سفره إلى المدينة المنورة، وأرسل من يخبرهم بقدومه، فخرج إليه أخوال جده عبد المطلب من بني النجار عددهم (٥٠٠) رجل حاملين سلاحهم، فأحاطوا به إحاطة السوار بالمعصم وقالوا: يا رسول ا.الله نحن أهل العدد والحلقة، أدخل مدينتك آمناً مطمئناً مطاعاً

فمشى والناس من حوله يحفونه، فلما كان بين قباء والمدينة، حضر وقت الظهر، فنزل وصلى بهم الجمعة بعد أن فرضت وعلمهم وهم بالطريق، فقام يخطبهم فأتكى على رحل ناقته القصواء (فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ثم قال: أما بعد أيها الناس قدموا لأنفسكم، تعلمن والله ليصعقن أحدكم، ثم ليدعن غنمة ليس لها راع، ثم ليقولن له ربه وليس له ترجمان، ولا حاجب يحجبه دونه ألم يأتك رسولي؟ فبلغك وآتيتك مالاً وأفضلت عليك فما قدمت لنفسك؟ فلينظرن يميناً وشمالاً فلا يرى شيء، ثم لينظرن قُدامه، فلا يرى شيء غير جهنم، فمن إستطاع أن يقي وجهه من النار ولو بشق من تمره فليفعل، ومن لم يجد فبكلمة طيبه فإن بها تجزى الحسنة عشر أمثالها إلى سبع مائة ضعف، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.)

🌾
🍐
🌾

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *