كان من ضمنه ابو هريرة رضي الله عنه: أسمه عبد الرحمن بن صخر الأزدي، جاء مسلما مع وفد من أسلم من اهل اليمن الى المدينة المنورة، كان شاب نحيلا لم يتجاوز الثلاثين عاما، وكانت تبدو عليه ملامح الفقر والبؤس الشديد، وله هرة صغيرة يحملها على كتفيه، يطعمها ويعطف عليها، واصبحت أشهر هرة خلقها الله سبحانه، فلقد كناه الناس بابي هريرة لشدة اعتنائه بها، كان اكثر صحابي نقلا للحديث على وجه الارض والذي لا يخلو كتاب يتحدث عن الإسلام من ذكر كنيته الشهيرة أبي هريرة، لم يصحب النبي صلى الله عليه وسلم لاكثر من اربع سنوات فقط من أصل ثلاث وعشرين سنة من عمر الدعوة الاسلامية، وحفظ عن النبي حوالي اربع آلاف حديث، وكان من فقراء المدينة أهل الصفة، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعطف عليهم كثيرا، ودائما ينفق عليهم مما افاء الله عليه، لذلك لزم النبي صلى الله عليه وسلم، وحفظ من الاحاديث الكثير، كان لطيفاً جدا وخلوق ومرح صاحب دعابة، وكان النبي يحبه ويناديه أبا هر، وقد ذكر اسمه في سجل العظماء، واطلق عليه اسم نيل الأوطار، فلقد طار ذكره، وعلا صيته، وأصبح مرجعاً لا يستغني عنه أي طالب علم، ظل ملازما للنبي صلى الله عليه وسلم، لا يفارقه أبدا وعاش بعد النبي سبعة واربعين عاما، رضي الله عنه وأرضاه، جاء الى المدينة مؤمناً مهاجراً، وكان المسلمون قد خرجوا الى خيبر فصلى الصبح في المدينة، ثم لحق بالمسلمين الى خيبر.