احوال الصحابة في احد

اصيب علي عشرات الإصابات، حتى ظن الرسول أنه قد استشهد،

وقاتل عبد الرحمن بن عوف، حتى أصيب بعشرين جرحاً، وتكسرت أسنانه، واصيبت رجله،

وحاول سعد بن أبي وقاص أن يقتل أخوه الذي كسر رباعية الرسول ولكنه لم يظفر به، فتبعه حاطب بن أبي بلتعة، حتى ضربه ضربة أطاحت برأسه،

وجاء مالك بن سنان فأخذ يمص الدم من جروح النبي حتى ينقيها، فقال له: (مُجَّه) فقال:‏ والله لا أمجه، ثم ذهب يقاتل حتى استشهد، وكان اللواء بيد مصعب بن عمير فقاتل قتالا شديدا، فضرب على يده اليمنى فقطعت، فأخذه بيده اليسرى فقطعت، ثم قتله ابن قمئة فأعتقد أنه قتل الرسول لشبه مصعب بالرسول، فانصرف ابن قمئة، وهو يصيح إن محمداً قد قتل،

وشاع الخبر، فوصل إلى المسلمين فانهارت روحهم المعنوية، ففر البعض الى المدينة، وصعد بعضهم الى الجبل، وتوقف البعض عن القتال، فقال لهم أنس بن النضر:‏ ما تنتظرون؟‏ فإن كان قد قتل النبي، فإن الله لم يقتل، ما تصنعون بالحياة بعده؟‏ قوموا فموتوا على ما مات عليه رسول الله، اني لأجد ريح الجنة دون أحد، ثم قاتل حتى قتل، فلم يعرف من كثرة الإصابات، حتى عرفته أخته باصابعه،

ومر رجل من المهاجرين برجل من الأنصار مصاب اصابات بالغة وتسيل منه الدماء فقال:‏ يا فلان هل قتل رسول الله؟ قال:‏ إن كان محمد قد قتل فقد بَلَّغ، فقاتلوا عن دينكم،

ونادى ثابت بن الدَحْدَاح قومه: يا معشر الأنصار، إن كان محمد قد قتل، فإن الله حي لا يموت، قاتلوا عن دينكم، فإن الله مظفركم وناصركم، فنهض إليه نفر من الأنصار وقاموا يقاتلون،‏ هكذا عادت الروح الى جيش المسلمين، ثم بلغهم أن النبي حي، فزادهم ذلك قوة ونجحوا في الإفلات من التطويق،

واشتد هجوم قريش، وفشلوا أمام بسالة الصحابة، وأخذ الرسول صلى الله عليه وسلم والمسلمون يشقون طريقهم بين المشركين، فجاء عثمان بن عبد الله وهو يقول: لا نجوت إن نجا محمد، فعثرت به فرسه فسقط، فقتله الحارث بن الصمة،

ثم جاء شقي آخر فانقض عليه أبو دجانة وضربه ضربة أطارت رأسه، ‏فأنسحبوا الى الشعب في الجبل،

وكان أبي بن خلف كل ما مر بجانب النبي في مكة يقول: يا محمد انا اقتلك متى شئت ويقول النبي: (بل انا اقتلك ان شاء الله)، فلحق بالنبي الى سفح الجبل ويقول: أين أنت يا محمد؟ تفر وانت تعزم انك نبي؟ لا نجوت ان نجا، فقال النبي بكل هدوء، وهو واثق بالله، مطمئن: (خلوا بيني وبين عدو الله) فأنتظره حتى اقترب فالتفت الى الصحابه فقال: (هل من حربة)، يقول ابو بكر: فأخذ الحربة صلى الله عليه وسلم، وانتفض بها انتفاضة،تطايرنا من حوله تطاير الشعّراء عن ظهر البعير، ثم رفعها وهزها حتى إذا دنى منه قال: (خذها وانا محمد رسول الله) فطارت في الهواء وأصابت عنقه فجرحته، فألقاه عن فرسه فتدحرج على الارض وهو يصيح يا ويلاه، فقال ابو سفيان: علامة تولول وتصيح؟ إن هو إلا خدش لو أصاب عيني لم يؤذيها، فقال: واللات لو بصق علي محمداً لقتلني، إنكم لم ترون ما رأيت، قال: ويلك مالذي رأيت؟ قال: عندما انتفض محمداً بحربته ورماها، تحركت معه جبال أحد كلها، إني ميت فهو قاتلي لا محال، فحملوه ومات،

فقال النبي: (اشتد غضب الله على رجل قتله رسول الله في سبيل الله). وهو الوحيد الذي قتله النبي بيده صلى الله عليه وسلم.

🌾
🍈
🌾

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *