اسلام سراقة وتحقق بشارته: خرج النبي إلى حُنين وإنتصر فأقبل سراقه يدس نفسه بين الخيل والرجال، فأخذوا أصحاب النبي يبعدونه ويقولون له: دونك دونك
فرفع سراقة الكتاب الذي كتبه أبو بكر، وصرخ بين جموع الناس: يا محمد أنا سراقة بن مالك وهذا كتابك لي يوم الهجرة فسمعه النبي صلى الله عليه وسلم وقال: (أدنوه مني يوم وفاء وبر)
قال: فدنوت منه فقلت أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أنك رسول الله،
فنظرت إلى ساقه صلى الله عليه وسلم فكانت كأنها لب النخل، فأحببت أن أبقى قليلا معه، فأخذت أفكر بسؤال أسأله حتى لا يبعدوني عنه فلم يخطر ببالي إلا أن قلت يا رسول الله إنني أبني لإبلي احواض، واضع فيه الماء، فتأتي الإبل الغريبة فتشرب منه هل يكون لي بذلك أجر؟ فقال صلى الله عليه وسلم: (نعم في كل كبد حره أجر) قال سراقة: فأقمت عنده قليلاً، ومضت الأيام ورحل النبي صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى، وولي الخلافة أبو بكر الصديق، ورحل إلى الرفيق الأعلى، ثم جاء عهد عمر بن الخطاب، وفتحت المدن وإنهزم كسرى على يد سعد بن أبي وقاص، وأرسل التاج والسوارين مع الغنائم إلى عمر بن الخطاب، ووصلت إلى المدينة ووضعها عمر بالمسجد النبوي ونظر إلى سواري كسرى وبكى عمر، وقال أين سراقة بن مالك؟ قالوا: رجل كبير بالسن يلزم في بيته قال: أحضروه فجاء سراقة يتكئ بين رجلين من الصحابة حتى دخل المسجد النبوي فقال له عمر بن الخطاب: يا سراقة أتذكر وعد رسول الله صلى الله عليه وسلم لك، قال: سراقة أجل قال له عمر: هذا سواري كسرى، فوضع السوار في يده فوقف سراقة أمام قبر النبي صلى الله عليه وسلم وجهش بالبكاء وإبتلت لحيته وقال: أشهد أنك رسول الله، اشهد انك رسول الله، اشهد انك رسول الله.