ومن خطواته:
-تزيين العمل وتحسينه وجميله في النفس:
من هذا الباب يدخل لأبواب متعدده للنفس، قال تعالى: ﴿تَٱللَّهِ لَقَدۡ أَرۡسَلۡنَاۤ إِلَىٰۤ أُمَمࣲ مِّن قَبۡلِكَ فَزَیَّنَ لَهُمُ ٱلشَّیۡطَـٰنُ أَعۡمَـٰلَهُمۡ فَهُوَ وَلِیُّهُمُ ٱلۡیَوۡمَ وَلَهُمۡ عَذَابٌ أَلِیمࣱ﴾ (النحل 63) الشيطان يزين والله سبحانه يرسل الرسل تدعوا وتحذر منه، ومن لم يتعظ فالشيطان وليه. من الأمثلة مملكة سبأ، قال تعالى: ﴿وَجَدتُّهَا وَقَوۡمَهَا یَسۡجُدُونَ لِلشَّمۡسِ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَزَیَّنَ لَهُمُ ٱلشَّیۡطَـٰنُ أَعۡمَـٰلَهُمۡ فَصَدَّهُمۡ عَنِ ٱلسَّبِیلِ فَهُمۡ لَا یَهۡتَدُونَ﴾ (النمل 24) وكذلك قوم عاد وثمود، قال تعالى: ﴿وَعَادࣰا وَثَمُودَا۟ وَقَد تَّبَیَّنَ لَكُم مِّن مَّسَـٰكِنِهِمۡۖ وَزَیَّنَ لَهُمُ ٱلشَّیۡطَـٰنُ أَعۡمَـٰلَهُمۡ فَصَدَّهُمۡ عَنِ ٱلسَّبِیلِ وَكَانُوا۟ مُسۡتَبۡصِرِینَ﴾ (العنكبوت 38) فضيع عليهم فرصة الهداية رغم انهم أصحاب عقول، اقنعهم بسوء عملهم فرأوه حسنا، وفي ذلك قال تعالى: ﴿أَفَمَن زُیِّنَ لَهُۥ سُوۤءُ عَمَلِهِۦ فَرَءَاهُ حَسَنࣰاۖ فَإِنَّ ٱللَّهَ یُضِلُّ مَن یَشَاۤءُ وَیَهۡدِی مَن یَشَاۤءُۖ فَلَا تَذۡهَبۡ نَفۡسُكَ عَلَیۡهِمۡ حَسَرَ ٰتٍۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِیمُۢ بِمَا یَصۡنَعُونَ﴾ (فاطر 8)، وينتج عنه الأعراض عن ذكر الله فليس هناك رقيب ولا حسيب، قال تعالى: ﴿وَمَن یَعۡشُ عَن ذِكۡرِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ نُقَیِّضۡ لَهُۥ شَیۡطَـٰنࣰا فَهُوَ لَهُۥ قَرِینࣱ، وَإِنَّهُمۡ لَیَصُدُّونَهُمۡ عَنِ ٱلسَّبِیلِ وَیَحۡسَبُونَ أَنَّهُم مُّهۡتَدُونَ، حَتَّىٰۤ إِذَا جَاۤءَنَا قَالَ یَـٰلَیۡتَ بَیۡنِی وَبَیۡنَكَ بُعۡدَ ٱلۡمَشۡرِقَیۡنِ فَبِئۡسَ ٱلۡقَرِینُ﴾ (الزخرف 36-38) بسبب الغفله سيطر عليه قرينه وانقاد لهواه، قال تعالى: ﴿أَفَمَن كَانَ عَلَىٰ بَیِّنَةࣲ مِّن رَّبِّهِۦ كَمَن زُیِّنَ لَهُۥ سُوۤءُ عَمَلِهِۦ وَٱتَّبَعُوۤا۟ أَهۡوَاۤءَهُم﴾ (محمد 14) لا يستويان، وما من قلب إلا والله مطلع عليه فإن غلب جانب الشر، سلط عليه الشيطان وسوس له وحببه بطول الأمل والحرص على الدنيا وحب البقاء وهذه كفيله بطمس جانب الخير فيه. قال تعالى: ﴿وَٱلَّذِینَ یُنفِقُونَ أَمۡوَ ٰلَهُمۡ رِئَاۤءَ ٱلنَّاسِ وَلَا یُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَلَا بِٱلۡیَوۡمِ ٱلۡـَٔاخِرِۗ وَمَن یَكُنِ ٱلشَّیۡطَـٰنُ لَهُۥ قَرِینࣰا فَسَاۤءَ قَرِینࣰا﴾ (النساء 38) وكذلك تتعطل فيه أجهزة الاستقبال الفطرية فأصبح القلب قاسي لا مشاعر فيه، قال تعالى: ﴿فَلَوۡلَاۤ إِذۡ جَاۤءَهُم بَأۡسُنَا تَضَرَّعُوا۟ وَلَـٰكِن قَسَتۡ قُلُوبُهُمۡ وَزَیَّنَ لَهُمُ ٱلشَّیۡطَـٰنُ مَا كَانُوا۟ یَعۡمَلُونَ﴾ (الأنعام 43) حتى بلغ بهم أن قبلوا من الشيطان العقائد الفاسده وقنن لها قوانين، واتباع الكهنة والمشعوذين، قال تعالى: ﴿وَكَذَ ٰلِكَ زَیَّنَ لِكَثِیرࣲ مِّنَ ٱلۡمُشۡرِكِینَ قَتۡلَ أَوۡلَـٰدِهِمۡ شُرَكَاۤؤُهُمۡ لِیُرۡدُوهُمۡ وَلِیَلۡبِسُوا۟ عَلَیۡهِمۡ دِینَهُمۡۖ وَلَوۡ شَاۤءَ ٱللَّهُ مَا فَعَلُوهُۖ فَذَرۡهُمۡ وَمَا یَفۡتَرُونَ﴾ (الأنعام 137) وتصل به إلى تحريض اتباعه إلى قتال المؤمنين، ويتخل عنهم ولا يناصرهم، قال تعالى: ﴿وَإِذۡ زَیَّنَ لَهُمُ ٱلشَّیۡطَـٰنُ أَعۡمَـٰلَهُمۡ وَقَالَ لَا غَالِبَ لَكُمُ ٱلۡیَوۡمَ مِنَ ٱلنَّاسِ وَإِنِّی جَارࣱ لَّكُمۡۖ فَلَمَّا تَرَاۤءَتِ ٱلۡفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَىٰ عَقِبَیۡهِ وَقَالَ إِنِّی بَرِیۤءࣱ مِّنكُمۡ إِنِّیۤ أَرَىٰ مَا لَا تَرَوۡنَ إِنِّیۤ أَخَافُ ٱللَّهَۚ وَٱللَّهُ شَدِیدُ ٱلۡعِقَابِ﴾ (الأنفال 48). وحتى ينتهز اي فرصه لايقاع الأذى، وتفريق الصف وحذرنا النبي صلى الله عليه وسلم، ومن ذلك، (عن همام، سمعت أبا هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “لا يشير أحدكم على أخيه بالسلاح؛ فإنه لا يدري لعل الشيطان ينزع في يده، فيقع في حفرة من النار”. [رواه البخاري])، يغري بينهم حتى يضرب أحدهما الآخر بسلاحه، فيحقق الشيطان ضربته له بتحريك يده. وكذلك ما روي عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: “المرأة عورة، فإذا خرجت استشرفها الشيطان”. [سنن الترمذي]، يريد بالشيطان شيطان الإنس من أهل الفسق سماه به على التشبيه، وأن المرأة يستقبح بروزها وظهورها فإذا خرجت أمعن النظر إليها ليغويها بغيرها، ويغوي غيرها بها ليوقعهما أو أحدهما في الفتنة.