الاستعدات الاخيرة لمعركة بدر

وقف سعد بن معاذ رضي الله عنه وقال:

يارسول الله إني أرى أن نبني لك عريشا على هذا التل فتكون بعيد عن ساحة المعركة مشرفاً عليها، وأن نضع عندك الراحلة، ثم نلقى عدونا فان أظهرنا الله عليهم كان ذلك ما أحببنا، وإن كانت الأخرى جلست على الراحلة ولحقت بإخوان لنا بالمدينة، ما تخلفوا عنك رغبة، ولو كانوا يعلمون أنك تلقى عدوا ما تخلف منهم رجل قط،

فإستحسنه النبي صلى الله عليه وسلم، وبني وجلس فيه وإتخذ أبا بكر الصديق صاحبا له، وكان سعد بن معاذ هو الحارس على العريش.

هذا يدل على فقه الصحابة وحسن فهمهم لسنن الله تعالى في كونه، بأن التوكل هو اعتماد القلب على الله بعد الأخذ بجميع الأسباب، فكان قرار حكيم عدم اشتراك النبي بالقتال لانه سيربك الصحابة ويفقدوا التركيز لقلقهم عليه،

ولتجمع الجيش في نقطة واحدة حوله للدفاع عنه يسهل محاصرتهم،

وباتوا تلك الليلة، (ليلة الجمعة سبعة عشر من رمضان). مشرفين على بدر، ثم نام جميع الجيش، وكان في ذلك راحة لأجسامهم، وآية أخرى من الله تعالى، لأن الإنسان اذا كان قلقا فان هذا القلق يمنعه من النوم.

اما النبي صلى الله عليه وسلم وقف يصلي ويدعو: (اللهم أنجز لي ما وعدتني، اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام، لا تعبد في الارض، اللهم إنهم حفاة فاحملهم، اللهم إنهم عراة فاكسهم، اللهم إنهم جياع فأشبعهم) ويتضرع ويبكي حتى اخذته سنة من النوم، ثم أفاق وقال: (أبشر يا أبا بكر، أتاك نصر الله، هذا جبريل آخذ بعنان فرسه).

وفي هذه الليلة أصاب بعض الصحابة الجنابة فهبت ريح، ودخل الرعب نفوس البعض، ونزل مطرا خفيفا كالندى فتطهروا ولبد الأرض تحت أقدامهم ليسهل عليها المشي،

قال تعالى: {إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّنَ السَّمَاءِ مَاءً لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَىٰ قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ} فلما أصبح الصحابة أصبحوا نشيطين

🌾
💐
🌾

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *