التدبر

قال الله تعالى:

-{ وَيَدْعُ الْإِنسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ ۖ وَكَانَ الْإِنسَانُ عَجُولًا} الاسراء (11)

‏هذه من دقائق كشف القرآن للحقائق النفسية، اي إذا غضب يدعو بالشر بما لا يتمناه حقيقة. ولا يحب أن يستجيب الله له، فيسأل الله تعالى إيقاع الشر على نفسه أو ولده أو ماله بمثل ما يدعو ربه بالخير لنفسه وأهله وماله، فيستعجل في تحقق ما دعا به أو يطلبه ويريده، مما يدل على أنه لا ينظر لحكمة الله تعالى في التقديم والتأخير، وهذا تشخيص عميق وكشف لهذا الإنسان. ولكن كلما تهذب الإنسان بالقرآن زالت عنه تلك الصفات. ليتبين أن القرآن علاج سلوكي.

– { وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا ۖ إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} البقرة (127)

إن ممَّا يقوِّي الرجاءَ في الإجابة معرفة العبد أن الله سبحانه سميعٌ للدعاء، عليمٌ بما وراءه من النيَّات والمقاصد.

-{ قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ، قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ ، إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ} الحجر (36-38)

هناك من اخر أجله إلى الوقت المحدد ومن ضمنهم ابليس. لقوله(من المنظرين). قال السعدي: وليس إجابة الله لدعائه كرامة في حقه وإنما ذلك امتحان وابتلاء من الله له وللعباد ليتبين الصادق الذي يطيع مولاه دون عدوه ممن ليس كذلك. [تفسير السّعدي]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *