قال الله تعالى:
-{ قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ ۚ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَٰذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ ۗ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ ۗ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ} الزمر (10)
وعد من اللهُ للمتقين الصابرين بأنه يوفيهم أجرهم بغير حساب أي: بغير حدٍّ ولا عدٍّ ولا مقدار. وهذا عام في جميع أنواع الصبر؛ الصبر على أقدار اللّه المؤلمة فلا يتسخطها والصبر عن معاصيه فلا يرتكبها والصبر على طاعته حتى يؤديها.
-{لَوْ أَنزَلْنَا هَٰذَا الْقُرْآنَ عَلَىٰ جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ۚ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} الحشر (21)
مثل لنتفكر، أي: فإن كان الجبل في غلظته وقساوته، لو فهم هذا القرآن فتدبر ما فيه، لخشع وتصدع من خوف الله، عز وجل، فكيف يليق بكم أيها البشر ألا تلين قلوبكم وتخشع، وتتصدع من خشية الله، وقد فهمتم عن الله أمره وتدبرتم كتابه؟
-{وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ ۖ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَن رَّأَىٰ بُرْهَانَ رَبِّهِ ۚ كَذَٰلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ ۚ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ} يوسف (24)
أخلص في إيمانه في الرخاء، فخلّصه الله من البلاء والشدة، فاسع على ترقية نفسك في درجات الإيمان في حال الرخاء بإتقان الفروض والواجبات والإكثار من النوافل
فإنها زادٌ ومنجاة في حال البلاء.