التدبر

قال الله تعالى:

-{ وَإِن جَادَلُوكَ فَقُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ}الحج (68)

في هذه الآية أدبٌ حسنٌ علّمهُ اللهُ عِباده في، الرّدِّ على مَن جادل تعَنُّتًا ومِراءً ألا يُجاب ولا يُناظر، ويُدْفع بهذا القول الذي علّمهُ الله لِنبِيِّهِ صلّى الله عليْهِ وسلّم. [الجامع لأحكام القرآن للقرطبي]

– {مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَّا يُبْصِرُونَ} البقرة (17)

الامثال تقال للتوضيح وتقريب الموضوع للفهم. (قال الحسين بن الفضل: ذهب الله بنورهم بعدما أبصروه، وتركهم في ظلمات منافقين لا يبصرون الحق، والظلمةُ إذا كانت بعد النور كانت أوحش، كذلك الكفر بعد الإيمان. [أمثال القرآن للماوردي].

-{ الۤمۤ ، ذَلِكَ ٱلْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ} البقرة (1-2)

الكتاب من عنوانه فهي عنوان القرآن، قال الشعراوي رحمه الله: ونحن عندما نقرأ سورة البقرة نستطيع أن نقرأ آيتها الثانية بطريقتين،الأولى أن نقول: (الۤمۤ، ذَلِكَ ٱلْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ)ثم نصمت قليلا ونضيف (هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ) والثانية نقول: (الۤمۤ، ذَلِكَ ٱلْكِتَابُ لاَ رَيْبَ)ثم نصمت قليلا ونضيف (فيه هدى للمتقين) وكلتا الطريقتين توضح لنا معنى لا ريب، أي لا شك، أو نفى للشك وجزم مطلق أنه كتاب حكيم منزل من الخالق الأعلى. وحتى نفهم المنطلق الذى نأخذ منه قضايا الدين، والتى سيكون دستورنا فى الحياة، فلا بد أن نعرف ما هو الهدى ومن هم المتقون؟ هو الدلالة على طريق يوصلك الى ما تطلبه، والهدى يتطلب هاديا ومهديا وغاية تريد أن تحققه، فاذا لم يكن هناك غاية أو هدف فلا معنى لوجود الهدى، لأنك لا تريد أن تصل إلى شيء، وبالتالي لا تريد من أحد أن يدلك على طريق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *