قال الله تعالى:
-{أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا ۖ فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَٰكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} الحج (46)
الذي لا يرى قلبه الحق أعمى ولو رأت عيناه أي : ليس العمى عمى البصر، وإنما العمى عمى البصيرة، وإن كانت القوة الباصرة سليمة فإنها لا تنفذ إلى العبر ، ولا تدري ما الخبر.
-{وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ۚ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ ۚ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا} الطلاق (3)
سبحانه توكلنا عليه أو لم نتوكل عليه، فالله سبحانه بالغ أمره، وكل محسوب بقدر. غير أن المتوكل على الله يهون عليه عظائم الامور والكروب، ويُكَفِّرْ عنه سيئاته، ويُعظِم له أجرًا، ويسبب له أسباب الرزق من حيث لا يشعر، ولا يعلم.
-{ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ * وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيه ِ * وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ يُنْجِيهِ*} [المعارج(11-14)]
يوم تقشعر منه الابدان، لذا عدم التعويل على العفو فإنك لو عولت عليه من الله فإن ديوان المظالم بين العباد يستوفيه الله كله، وإن عولت على عفو العباد ، فإنه في الدنيا شحيح نادر ،