قال الله تعالى:
-{وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ ۖ وَإِنَّا عَلَىٰ ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ} المؤمنون (18)
خبر من الله سبحانه فيه بيان لنعمته، واظهار لقدرته وحكمته، وفيه تهديد ووعيد. فنزول الغيث من السماء من دلائل فضل الله على خلقه، ومن براهين رحمته وحكمته، فقد أنزله نافعًا بقدَر، لا قليلًا فلا يقوم بحاجتهم، ولا كثيرًا فيغرقهم ويفسد عيشهم
-{ أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُّجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ سَحَابٌ ۚ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا ۗ وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ} النور (40)
هذا المثل لحال الكافر في الدنيا قلبه كعمله ظلمات متراكمة. ([تفسير الطبري] عن أبيّ بن كعب، في قوله تعالى: ﴿أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ﴾ … الآية، قال: ضرب مثلا آخر للكافر، فهو يتقلب في خمس من الظُّلم: فكلامه ظلمة، وعمله ظلمة، ومُدخله ظلمة، ومُخرجه ظلمة، ومصيره إلى الظلمات يوم القيامة إلى النار.).
-{ وَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ ۚ وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ۗ إِنَّ الْإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ} ابراهيم (34)
بالشكر تزيد النعم، وليس على العبد أضر من ملله لنعم الله، فإنه لا يراها نعمة ولا يشكره عليها، ولا يفرح بها بل يسخطها ويشكوها ويعدها مصيبة، وأكثر الناس أعداء نعم الله عليهم، ولا يشعرون بفتح الله عليهم نعمه، وهم مجتهدون في دفعها وردها جهلا وظلما