التدبر

قال تعالى:

-{ قُل لَّوۡ كَانَ ٱلۡبَحۡرُ مِدَادࣰا لِّكَلِمَـٰتِ رَبِّی لَنَفِدَ ٱلۡبَحۡرُ قَبۡلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَـٰتُ رَبِّی وَلَوۡ جِئۡنَا بِمِثۡلِهِۦ مَدَدࣰا} الكهف (109)

جل جلاله الأوَّلُ: قبل كل شيء بغير حدّ، وَالآخِرُ: بعد كل شيء بغير نهاية. لأنه كان ولا شيء موجود سواه، وهو كائن بعد فناء الأشياء كلها، والظاهر: على كل شيء دونه، العالي فوق كل شيء، فلا شيء أعلى منه. والْبَاطِنُ: فلا شيء أقرب إلى شيء منه، وهو بكل شيء عليم فكلماته لا تنتهي وتنتهي البحار لوكانت مداد القلم الذي يكتب. وأن كلمة واحدة منه تُغفر بها الذنوب وتُدفع بها الشرور سبحانه.

-{ثُمَّ قَفَّیۡنَا عَلَىٰۤ ءَاثَـٰرِهِم بِرُسُلِنَا وَقَفَّیۡنَا بِعِیسَى ٱبۡنِ مَرۡیَمَ وَءَاتَیۡنَـٰهُ ٱلۡإِنجِیلَۖ وَجَعَلۡنَا فِی قُلُوبِ ٱلَّذِینَ ٱتَّبَعُوهُ رَأۡفَةࣰ وَرَحۡمَةࣰۚ وَرَهۡبَانِیَّةً ٱبۡتَدَعُوهَا مَا كَتَبۡنَـٰهَا عَلَیۡهِمۡ إِلَّا ٱبۡتِغَاۤءَ رِضۡوَ ٰ⁠نِ ٱللَّهِ فَمَا رَعَوۡهَا حَقَّ رِعَایَتِهَاۖ فَـَٔاتَیۡنَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ مِنۡهُمۡ أَجۡرَهُمۡۖ وَكَثِیرࣱ مِّنۡهُمۡ فَـٰسِقُونَ} (الحديد 27)

يخبرنا عن النَّصارى، فغَلَوا في العبادةِ حتَّى خرَجوا عن منهَجِ اللهِ تعالى، فحَرَّموا على أنفُسِهم ما أحَلَّ لهم، واحلوا ما حرم عليهم وابتَدَعوا رهبانيَّةً لم يستَطيعوا القيامَ بها. (قال ابنُ تيميَّةَ في بيانِ معنى هذه الآيةِ: (لم نكتُبْ عليهم الرَّهبانيَّةَ، بل هم ابتَدَعوها، ومع ابتِداعِهم إيَّاها فما رَعَوها حقَّ رعايتِها، وكُلُّ بدعةٍ ضَلالةٌ، فهم مذمومون على ابتِداعِ الرَّهبانيَّةِ وعلى أنَّهم لم يَرْعَوها حقَّ رعايتِها)

-{ لِتَسۡتَوُۥا۟ عَلَىٰ ظُهُورِهِۦ ثُمَّ تَذۡكُرُوا۟ نِعۡمَةَ رَبِّكُمۡ إِذَا ٱسۡتَوَیۡتُمۡ عَلَیۡهِ وَتَقُولُوا۟ سُبۡحَـٰنَ ٱلَّذِی سَخَّرَ لَنَا هَـٰذَا وَمَا كُنَّا لَهُۥ مُقۡرِنِینَ * وَإِنَّاۤ إِلَىٰ رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ} الزخرف (13-14)

تتجلى نعم الله تعالى المسخرة باستخدامها كما أمر وفيما أمر، ومنها للمواصلات كالدواب والآليات، قال ابن عاشور رحمه الله: ذِكْرَ النعمة في حال التَّلَبُّسِ بمنافعها أوْقَع في النفس، وأدْعى للشكر عليها، وأجدر بعدم الذهول عنها

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *