قال الله تعالى:
-{وَٱلشُّعَرَاۤءُ یَتَّبِعُهُمُ ٱلۡغَاوُۥنَ * أَلَمۡ تَرَ أَنَّهُمۡ فِی كُلِّ وَادࣲ یَهِیمُونَ * وَأَنَّهُمۡ یَقُولُونَ مَا لَا یَفۡعَلُونَ * إِلَّا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ وَعَمِلُوا۟ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ وَذَكَرُوا۟ ٱللَّهَ كَثِیرࣰا وَٱنتَصَرُوا۟ مِنۢ بَعۡدِ مَا ظُلِمُوا۟ۗ وَسَیَعۡلَمُ ٱلَّذِینَ ظَلَمُوۤا۟ أَیَّ مُنقَلَبࣲ یَنقَلِبُونَ.} الشعراء (224-227)
استثناء للمؤمنين منهم ووصف للمشركين وصفا دقيقا، يتبعهم غواة الناس، ومردة الشياطين، وعصاة الجنّ، فهم هائمون ودون قصد ومبدأ يكذبون بمدح هذا وهجاء هذا.(قال ابن الجوزي رحمه الله: وترى خَلقا من الشعراء وأهل الأدب، لا يتحاشون من لبس الحرير والكذب في المدح ويحكون اجتماعهم على الفسق وشرب الخمر وغير ذلك ويقول أحدهم: اجتمعتُ أنا وجماعة من الأدباء ففعلنا كذا وكذا، هيهات هيهات ليس الأدب إلا مع الله جل جلاله باستعمال التقوى له. [تلبيس إبليس لابن الجوزي].)
– {وَلَتَجِدَنَّهُمۡ أَحۡرَصَ ٱلنَّاسِ عَلَىٰ حَیَوٰةࣲ وَمِنَ ٱلَّذِینَ أَشۡرَكُوا۟ۚ یَوَدُّ أَحَدُهُمۡ لَوۡ یُعَمَّرُ أَلۡفَ سَنَةࣲ وَمَا هُوَ بِمُزَحۡزِحِهِۦ مِنَ ٱلۡعَذَابِ أَن یُعَمَّرَۗ وَٱللَّهُ بَصِیرُۢ بِمَا یَعۡمَلُونَ} (البقرة 96)
خبر من الله تعالى عن اليهود يتشبثون في (اي حياة)، فهم قلوبهم قاسية؛ ومِن أبعَدِ النَّاسِ عن عبادةِ اللهِ تعالى، وهم أهلُ عِلمٍ لكِنَّهم فَرَّطوا في العَمَلِ به، وصاروا أحرَصَ النَّاسِ على اتِّباعِ الشَّهَواتِ.
-{وَٱلنَّـٰزِعَـٰتِ غَرۡقࣰا * وَٱلنَّـٰشِطَـٰتِ نَشۡطࣰا * وَٱلسَّـٰبِحَـٰتِ سَبۡحࣰا * فَٱلسَّـٰبِقَـٰتِ سَبۡقࣰا * فَٱلۡمُدَبِّرَ ٰتِ أَمۡرࣰا * یَوۡمَ تَرۡجُفُ ٱلرَّاجِفَةُ * تَتۡبَعُهَا ٱلرَّادِفَةُ * قُلُوبࣱ یَوۡمَىِٕذࣲ وَاجِفَةٌ * أَبۡصَـٰرُهَا خَـٰشِعَةࣱ} (النازعات 1-9)
نحن نقسم بالله فقط، وسبحانه يقسم بما شاء، فالعظيم يقسم على شيء عظيم، والحدث رهيب، (قال الدكتور احمد نوفل قاعدة في التفسير: من حسن الفهم أن لا نضيق واسعا) فأين كان التفسير، فقد أقسم الله تعالى بكل النازعات، وبكل الناشطات، وبكل السابقات، وبكل السابحات، وبكل المدبرات، ولم يخصص بل بكل من اشترك في الفعل.