التدبر

-قال تعالى: ﴿فَلَوۡلَاۤ إِذۡ جَاۤءَهُم بَأۡسُنَا تَضَرَّعُوا۟ وَلَـٰكِن قَسَتۡ قُلُوبُهُمۡ وَزَیَّنَ لَهُمُ ٱلشَّیۡطَـٰنُ مَا كَانُوا۟ یَعۡمَلُونَ﴾ (الأنعام 43)

اخبرنا بسنة من سننه لنتعظ بما حل بالامم السابقة المكذبة لرسلها، الذين لم يتضرعوا عند أخذِهم بالبأساء والضراء، فلو انهم تضرعوا واستكانوا لربهم، وخضعوا لطاعته، لصرف عنهم عذابه. فمن أسباب نزول البلاء غفلة الإنسان عن ربه، فيصيبه ببلاء ليعود إليه حتى لا يطول به طريق الغفلة.

-قال تعالى: ﴿ٱدۡعُوا۟ رَبَّكُمۡ تَضَرُّعࣰا وَخُفۡیَةًۚ إِنَّهُۥ لَا یُحِبُّ ٱلۡمُعۡتَدِینَ﴾ (الأعراف 55)

أمر وتوجيه كيف ندعوه ونناجيه فا‏فضل الدعاء لله أخشاه وأخفاه، إن الله لا يحب من اعتدى فتجاوز حدَّه الذي حدَّه لعباده، حتى في دعائه ومسألته ربَّه، ورفعه صوته فوق الحد الذي حدَّه.

-قال تعالى: ﴿هُوَ ٱلۡأَوَّلُ وَٱلۡـَٔاخِرُ وَٱلظَّـٰهِرُ وَٱلۡبَاطِنُۖ وَهُوَ بِكُلِّ شَیۡءٍ عَلِیمٌ، هُوَ ٱلَّذِی خَلَقَ ٱلسَّمَـٰوَ ٰ⁠تِ وَٱلۡأَرۡضَ فِی سِتَّةِ أَیَّامࣲ ثُمَّ ٱسۡتَوَىٰ عَلَى ٱلۡعَرۡشِۖ یَعۡلَمُ مَا یَلِجُ فِی ٱلۡأَرۡضِ وَمَا یَخۡرُجُ مِنۡهَا وَمَا یَنزِلُ مِنَ ٱلسَّمَاۤءِ وَمَا یَعۡرُجُ فِیهَاۖ وَهُوَ مَعَكُمۡ أَیۡنَ مَا كُنتُمۡۚ وَٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ بَصِیرࣱ﴾ (الحديد 3-4)

سبحانه، له اسماء وله صفات نؤمن بها كما وردت، لانه {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير}، وليس لنا أن نتصور ذاته لانه: هو الأول ليس قبله شيء بلا حد، وهو الآخر ليس بعده شيء بلا نهاية، وهو الظاهر فوق كل شيء وليس فوقه شيء، وهو الباطن الاقرب لكل شيء وليس دونه في القرب شيء، وهو اقرب لاحدنا من حبل الوريد، فكل ما عداه مخلوق، المكان والزمان والسماوات والفراغ والعلو والدنو والجنة والنار وما علمنا وما لم نعلم، ﴿… وَمَاۤ أُوتِیتُم مِّنَ ٱلۡعِلۡمِ إِلَّا قَلِیلࣰا﴾، نؤمن بما علمنا ولا نفكر بالكيفيه، وهو في السماء كما يليق لجلالة، ونزوله الى السماء الدنيا كما يليق لجلاله، كيف لا يعنينا الكيفيه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *