قال الله تعالى:
-{ وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ ۚ قُلْ أَفَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ ۚ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ ۖ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ} الزمر (38).
سبحانه، بيده الضر والنفع، وحق لمن يريد التوكل أن يتوكل عليه، فهو الكافي الشافي المعافي.
-{ وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ} النحل (6).
تأمل لما فيها من غزارة للمعاني والدلالات، فالجمال نعمة ومتعة للناظرين. وخصّ جمالها بوقت عودتها من مراعيها قبيل الغروب(حين تريحون)،
(وحين تسرحون) اي ذهابها إلى مراعيها صباحا، فأثبت الجمال لها في الوقتين. ولكن قدم الوقت الذي تكون فيه أكثر أثرا في الجمال على ما دونه للدقة في المقصد البياني، وياله من إعجاز بياني عظيم.
-{ وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَىٰ * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَىٰ} النازعات (40-41).
أبشر بالجنة يا من هذا موقفه، قال ابن القيم رحمه الله: كما أن من نهى نفسه عن الهوى كانت الجنة مأواه، فكذا يكون قلبه في هذه الدار في جنة عاجلة، لا يشبه نعيم أهلها نعيماً البتة، بل التفاوت الذي بين النعيمين، كالتفاوت الذي بين نعيم الدنيا والآخرة.