التدبر

قال الله تعالى:

-{ وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَٰذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِن كُلِّ مَثَلٍ ۚ وَكَانَ الْإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا} الكهف (54)

بالرغم من كثرة المواعظ والأمثال، إلا أن الإنسان كان أكثر مراء وخصومة، لا ينيب لحقّ، ولا ينـزجر لموعظة.
قال ابن ادريس: فلنحذر من أن يطغى علينا خُلق المدافعة والمغالبة، فنذهب في الجدل شر مذاهبه،وتصير الخصومة لنا خلقاً، ومَن صارت الخصومة له خلقاً أصبح يندفع معها في كل شيء ولأدنى شيء لا يبالي بحق ولا باطل، وانما يريد الغلب بأي وجه كان. [تفسير ابن باديس].

-{ إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ ۚ وَلَا تَكُن لِّلْخَائِنِينَ خَصِيمًا} النساء (105)

احكام القرآن هي الحق يجب أن تطبق على الكل دون لومة لائم. قال السعدي أي: لا تُخاصم عن مَن عرفت خيانته، من مُدع ما ليس له، أو مُنكر حقاً عليه، سواء علم ذلك
أو ظنه، ففي هذا دليل على تحريم الخصومة في باطل، والنيابة عن المُبطل في الخُصومات الدينية والحقوق الدنيوية.

-{ إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ ۚ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ} آل عمران (140)

لحب الله لعباده، اختار منهم الشهداء فيصيبهم القتل في المعارك، وتسلية لعبادهة الآخرين، ورفع لمعنوياتهم وتذكير لهم بانتصارهم في مواقع اخرى، وإن الشدة بعد الرخاء، والرخاء بعد الشدة، يكشفان عن معادن النفوس، وطبائع القلوب ودرجة الهلع فيها والصبر ودرجة الثقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *