انتهت المفاوضات دون اتفاق، فرجعت قريش للغة القسوة والتعذيب لكل من اسلم على يد أهليهم، فأعلن بنو هاشم أننا درع لحماية محمد، فرأى صلى الله عليه وسلم أن يتفرقوا في البلاد حتى يأذن الله بجمعكم، قالوا: أين نذهب يا رسول الله؟ قال: (إلى الحبشة فإن فيها ملك لا يُظلم عنده أحد) فخرج من كان يقدر على الخروج فكان أولهم عثمان بن عفان رضي الله عنه، خرج بزوجته رقية بنت الرسول صلى الله عليه وسلم، فتشجع باقي الصحابة للهجرة الاولى إلى الحبشة فكانوا خمسة رجال وزوجاتهم كلهم من ألاشراف باستثناء عامر بن ربيعة وزوجته ليلى، وخمسة رجال وخمس نساء. وكان عمر يعيش في صراع داخلي مع نفسه قبل إسلامه، فقد تأثر بصلابة ضعفاء المسلمين في مواجهة بطش قريش، وقالت ليلى: ذهب زوجي عامر يتفقد الطريق، ووقفت عند المتاع فإذا بعمر بن الخطاب يمر بدارنا وكان أشد قريش لنا إيذاء قلت: سلم اللهم سلم، فلما رآني ونظر إلى المتاع وقف وقال: عمتم مساء قلت: وأنت يا إبن الخطاب، قال: ما الخبر، قلت: آذيتمونا في الله وفي ديننا فنحن نريد أن نضرب بالأرض، فرقّ عمر رقة لم نعهدها عليه من قبل وقال: صحبكمُ اللهُ يا ليلى، فرجوت أن يسلم تلك الساعة، ثم جاء زوجي قلت: لقد مر بنا عمر بن الخطاب فجفل زوجي، فقلت: لا عليك لا تخف لقد رأيت منه طيبة لم أرها عليه من قبل لو رأيته، ورِقَّته وحزنه علينا قال: أطمعتِ فى إسلامه؟ فلا يُسلم الذي رأيت حتى يُسلم حِمَارُ الخطاب، ثم انطلقوا مهاجرين فحفظهم الله ووصل الخبر للنبي صلى الله عليه وسلم فشكر الله على سلامتهم.