الرسول صلى الله عليه وسلم اخذ يتعرض لحملات تشويه لا تنتهي، حتى خارج مكة وصلهم اخبار انه خرج في مكة ساحر عظيم، قريش تضيِّق عليه ولا تعطي الفرصة لأحد حتى يستمع الى القرآن وكانوا يصفرون، ويصفقون، ويصرخون لكي لا يسمعه الناس، ورغم كل هذا كان يبذل كل جهده، ولا يتوقف لحظة واحدة كان يدعو في موسم الحج والأسواق، وتحمل أذى المشركين، وكان كل ما أقبل صلى الله عليه سلم أو ذهب ومر من جنبهم يسمعوه كلام إستهزاء، يسمع كلامهم ويسكت، ويرجع إلى بيته بعد نهار متعب في الدعوة إلى الله وهو حزين من أفعال قومه، فيجد خديجة رضي الله عنها فتتكلم معه وتصبره فلا تتركه حتى ترى الإبتسامة على وجهه رضي الله عنها وأرضاها، إلى أن إشتد الوحي وبدأت الآيات تأمر النبي أن يدعوا قومه ويبين لهم سخافة هذه الأصنام وسفاهة آبائهم وإنهم كانوا قليلي عقل، وقالوا: أيشتم آلهتنا؟ ويشتم ابائنا؟ هنا قريش لما سمعوا القرآن ينال منهم ومن أصنامهم وآبائهم أخذتهم حمية الجاهلية، فاشتد غضبهم وجمعوا شيوخ قريش وذهبوا إلى أبي طالب.