انتصار المسلمين في بدر

بدأ القتال في الصباح، واستمر للظهر، وانتهى بأنتصار المسلمين، وفرار المشركين،

وأخذوا يطاردونهم ويأسروا منهم، ويمر مصعب بن عمير بأخيه أبي عزيز بن عمير وهو أسيراً مقيد في يد انصاري فقال مصعب: شد يديه، فان أمه ذات متاع وسترسل في فدائه مال كثير، فقال له أخيه: يا مصعب أهذه وصاتك؟ قال مصعب: إنه أخي دونك.

واستشهد أربعة عشر، وقتل من المشركين سبعين وأسر سبعين كلهم من سادة قريش،

وقاموا بدفن الشهداء، ثم أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتلى المشركين، فسحبوا وألقوها في أحد الآبار،

يقول الصحابة: نظرنا فوالذي بعثه بالحق، ما من رجل ذكر مصرعه قبل المعركة ما تعدى موقع اشارة رسول الله،

فلما أرادوا حمل أمية بن خلف كان بديناً يلبس درع قد انتفخ وملئ درعه فتفتت في ارضه، فأمر النبي ان يُحفر له حفرة بجانبه ثم يلقى فيها ويهال عليه، ولا تترك جثة بالعراء،

ثم وقف صلى الله عليه وسلم، على القليب واخذ يناديهم بأسماءهم، وقال: (بئس العشير كنتم، كذبتموني وصدقني الناس، واخرجتموني وآواني الناس، وقاتلتموني ونصرني الناس لقد وجدت ما وعدني ربي حقاً، سيهزم الجمع ويولون الدبر، فهل وجدتم ما وعدكم ربكم حقا؟)

فقال بعض الصحابة: يا رسول الله أتنادي ناسا أمواتا؟ قال: (ما انتم بأسمع منهم ما أقول).

وأقام النبي والمسلمون في بدر ثلاثة ايام وكانت هذه هي عادة العرب في حروبهم أن المنتصر يظل في مكان المعركة ثلاثة ايام، ويعتبرون أن هذا هو دليل انتصاره،

ثم أرسل عبدالله بن رواحة وزيد بن حارثة الى المدينة المنورة ليبشرهم بالنصر، وكان اليهود والمنافقون قد اشاعوا أن المسلمين قد هزموا وأن الرسول قد قتل، فلما وصلت البشرى بانتصار المسلمين، ارتجت المدينة بالتهليل والتكبير،

بينما وصلت أنباء الهزيمة لقريش، ونزلت عليهم كالصاعقة، وعلت أصوات النياح على قتلاهم، ثم منعوا النواح بعد ذلك حتى لا يشمت فيهم المسلمون.

🌾
🍈
🌾

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *