جزء من قصة الراهب بحيرا: فلما اجتمعوا يوم السفر، كان أبو طالب على رأس هذه القافلة، فوقف يودع أهله. قال العباس عم النبي صلى الله عليه وسلم : بدأ بالنبي (فعانقه صلى الله عليه وسلم، وتعلق بعنقه، وتمسك فيه وصب دمعاً غزيراً قال:يا عم لمن تتركني في مكة؟) فقال له: لقد أصبحت رجلاً يا محمد، قال:(ولكن لا أحب أن أفارقك، وأحب أن أرحل معك وأتعلم التجارة)، قال العباس: فرق له أبو طالب وقال له: لا والله لن أدعك لأحد وإني عند عهدي لعبد المطلب، ستذهب معي يا محمد، فودع الاهل وأركب محمدا أمامه على البعير وانطلق به قال العباس: فو الله الذي لا إله إلا هو، ما أن خرجت القافلة من أرض الحرم والموسم صيفا حتى رأينا غمامة جاءت من بعيد وأظلت البعير الذي يركبه أبو طالب ومحمد، إذا مشى تمشي الغمامة معه، وإذا توقف توقفت فوقه، فعلمت قريش أن هذه الغمامة تظل محمد، وحتى إذا دخلوا الى بصرى الشام (بصيرة جنوب الاردن) وكان هناك راهب من النصارى إسمه جورج ولقبه بحيرا، وعنده علم الكتاب الحق، فمرت القافلة التي تحمل الرسول صلى الله عليه وسلم من جانب صومعته ،فكان يجلس فيها ويراقب القوافل، فلما قدمت قافلة مكة، نظر بحيرا فرأى قافلة قريش فوقها غمامة، تمشي إذا مشوا، وتقف إذا وقفوا، تذكر بحيرا ما كان يقرائه عندهم(أحمد المظلل بالغمام نبي آخر الزمان)ورأى الشجر كل ما مرت القافلة من عنده يسجد، تتدلى أغصانها إلى الأرض اي تهبط، كأنها تقول: مرحباً بك يا نبي الله، مرحباً بك يا حبيب الله، مرحباً يا خير خلق الله،(صلى الله عليه وسلم).