بيعة العقبة

إنتشر الإسلام في المدينة المنورة، ومصعب فيها سفيراً لرسول الله، يعلم الناس القرآن وتعاليم الدين، حتى

صارت قلوبهم تتشوق لرؤيته صلى الله عليه وسلم وإنتشر الشوق بين المسلمين، فلما كان موعد الحج سبقهم مصعب إلى مكة وأخذ ينسق بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لهم: أن يختاروا منهم بعض الرجال، ونصحهم ألا يكون العدد كبيراً، فإتفقوا أن يكون عددهم سبعين رجلا فلا يلفت انتباه كفار قريش لهم من بين الحجيج. وكان موعدهم عند جمرة العقبة، قال يا مصعب: (قل لهم إذا مضى الثلث الأول من الليل، ونام الناس يتسللوا إلى العقبة تسلل القطا، لا ينتظروا غائباً ولا يوقظوا نائماً، الى الملتقى في الشِّعب الأيمن عند العقبة، بعيداً عن عيون المراقبين)، ولم يخبر صلى الله عليه وسلم إلا ثلاثة أبو بكر الصديق وعلي وعمه العباس. قال كعب بن مالك: فما نمنا تلك الليلة ونحن نتشوق لرؤيته صلى الله عليه وسلم، فخرجنا نتسلل تسلل القطا لميعاده. جاء صلى الله عليه وسلم في موعده، ومعه العباس وأبو بكر وعلي فأرسل النبي أبا بكر إلى فم الشعب من ناحية وعليٌ إلى فم الشعب من الناحية الأخرى، ليعطيا إشارة للمسلمين إذا احسوا حركة مريبة أو مراقبة. فإستقبلناه وسلمنا عليه فقال لهم: (إجلسوا)، وإستأذن العباس من النبي وقال: يا معشر الخزرج إن محمداً منا حيث علمتم، وقد منعناه من قومنا فهو في عز من قومه، ومنعة في بلده، وإنه أبى إلا الإنحياز إليكم واللحوق بكم، فإن كنتم ترون أنكم وافون بما دعوتموه إليه، ومانعوه ممن خالفوه، فأنتم وما تحملتم من ذلك. وإن كنتم ترون أنكم مسَلّموه وخاذلوه بعد الخروج إليكم فدعوه، فإنه في عزة ومنعة من قومه وبلده.

🌾
🍐
🌾

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *