-قال تعالى :{ *مَن كَفَرَ بِاللَّهِ مِن بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ وَلَٰكِن مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِّنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ*} النحل (106)
جعل الله القلوب والنيات عمدة الأحكام وأعتقها من كل صنوف الإكراه والإجبار ، وأنه فطرها حرة،وإن وظيفتها هي الترجيح والاختيار بين ما يعرض من بدائل. وجعل له حرية حقيقية في الاختيار، فالمؤمن الذي ينطق بعبارة الشرك والكفر تحت التهديد والتعذيب لا يحاسب على ذلك طالما أن قلبه من الداخل مطمئن بالإيمان ، ومن رحمة الله سبحانه قد استثناه من المؤاخذة.
– قال تعالى :{ *وَمَا تَشَاؤُونَ إِلاَّ أَن يَشَاء اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا*} الانسان (30)
وقال: { *وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ*} التكوير (29)
الحرية الإنسانية لا تعلو على المشيئة الإلهية، وكل ما يحدث منا داخل في المشيئة الإلهية و ضمنها،وإن خالف الرضا الإلهي وجانب الشريعة، وحريتنا ذاتها كانت منحة إلهية وهبة منحها لنا باختياره سبحانه وكانت عين مشيئته وضمنها، فهي لا ثنائية و لا تناقض ، و لا منافسة منا لأمر الله وحكمه والقول بالحرية بهذا المعنى لا ينافي التوحيد ، ولا يجعل لله أنداداً يحكمون كحكمه ويأمرون كأمره بل هو المهيمن سبحانه.
-قال ﺗﻌﺎﻟﻰ :{ *ﺛُﻢَّ ﺃَﻭْﺭَﺛْﻨَﺎ ﺍﻟْﻜِﺘَﺎﺏَ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﺍﺻْﻄَﻔَﻴْﻨَﺎ ﻣِﻦْ ﻋِﺒَﺎﺩِﻧَﺎ ﻓَﻤِﻨْﻬُﻢْ ﻇَﺎﻟِﻢٌ ﻟِّﻨَﻔْﺴِﻪِ ﻭَﻣِﻨْﻬُﻢ ﻣُّﻘْﺘَﺼِﺪٌ ﻭَﻣِﻨْﻬُﻢْ ﺳَﺎﺑِﻖٌ ﺑِﺎﻟْﺨَﻴْﺮَﺍﺕِ ﺑِﺈِﺫْﻥِ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﺫَﻟِﻚَ ﻫُﻮَ ﺍﻟْﻔَﻀْﻞُ ﺍﻟْﻜَﺒِﻴﺮُ *ﺟﻨﺎﺕ ﻋﺪﻥ ﻳﺪﺧﻠﻮﻧﻬﺎ يحلون فيها من أساور من ذهب و لؤلؤا ولباسهم فيها حرير*} فاطر (٣٢-٣٣)
رب يعبد سبحانه ولنا الفخر بأن نكون من عباده سبحانه، فقد اصطفانا بفضله وأورثنا الكتاب ومن بيننا أﻟﻈﺎﻟﻢ ﻟﻨﻔﺴﻪ: ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻄﻴﻊ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻳﻌﺼﻴﻪ ﺃﻳﻀﺎً عمله مخلوط وﺍﻟﻤﻘﺘﺼﺪ: ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻄﻴﻊ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻻ ﻳﻌﺼﻴﻪ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻻ ﻳﺘﻘﺮﺏ ﺑﺎﻟﻨﻮﺍﻓﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺎﻋﺎﺕ اقتصر على المفروضات وﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﺑﺎﻟﺨﻴﺮﺍت: ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺄﺗﻲ ﺑﺎﻟﻮﺍﺟﺒﺎﺕ ﻭﻳﺠﺘﻨﺐ ﺍﻟﻤﺤﺮﻣﺎﺕ ﻭﻳﺘﻘﺮﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺎﻟﻄﺎﻋﺎﺕ ﻭﺍﻟﻘﺮﺑﺎﺕ ﺍلغير ﻭﺍﺟﺒﺔ وﻭﻋﺪ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﺑﺠﻨﺎﺕ ﻋﺪﻥ ﻭﻫو ﻻ ﻳُﺨﻠﻒ ﺍﻟﻤﻴﻌﺎﺩ ﻓﻲ قوله {ﻳﺪﺧﻠﻮﻧﻬﺎ} ﻓﻠﻢ ﻳﺒﻖ مسلما ﺧﺎرجا ﻋﻦ ﺍﻷﻗﺴﺎﻡ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ .