قال تعالى: { *وَالضُّحَى * وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى * مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى*} الضحى (١-٢-٣).
تأخر الوحي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وحزن لذلك شوقا لكلام ربه، وبث الكفار سموم الاستهزاء والتنقص تعليقاً: (تركه ربه وودعه وقلاه)، فنزلت سورة الضحى كشمس الحقيقة حين تكشف بنورها ليل طال حتى سكن وامتد بهمومه وغمومه ليفرح الرسول صلى الله عليه وسلم وتطيب نفسه بها، فما أجمل تلقي القرآن وتلاوته بعد شوقٍ إليه.
قال تعالى :{ *وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ*} الرحمن (46)
بشارة من الله سبحانه بدل الجنة جنتين لمن منعه خوفه من الله ارتكاب المعاصي والذنوب، وذكر الله يوما خاليا ليس عنده احد ، ولم يذكر في نفسه غير الله أحد ، فذرفت عيناه الدمع على لحيته. فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:” لَا يَلِجُ النَّارَ رَجُلٌ بَكَى مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ تَعَالَى حَتَّى يَعُودَ اللَّبَنُ فِي الضَّرْعِ، وَلَا يَجْتَمِعُ غُبَارٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَدُخَانُ نَارِ جَهَنَّمَ“.[سنن النسائي] وقال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: لأن أدمع من خشية الله أحب إلي من أن أتصدق بألف دينار