قال جابر رضي الله عنه: خرجنا لا نعرف إلا الحج والصحابة جميعاً أحرموا للحج، ومضى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونزل عليه جبريل وقال: يا رسول الله إن الله يأمرك أن تُدخل عمرة في حجة، ثم تلى عليه قوله تعالى: {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ}، فأصبح صلى الله عليه وسلم قارناً، وعقد النية على ذلك ولم يعلن لأصحابه حتى لا يلبكهم، بل تركهم يلبون تلبيتهم يكبرون ويهللون ولزم صلى الله عليه وسلم تلبيته: لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك، حتى إذا وصلوا الى موقع يقال له سرف قبل مكة بقليل، دخل على خيمة عائشة فوجدها تبكي قال: (ما بكِ، أنفستي؟) قالت: أجل يا رسول الله، قال: (ما عليكِ، أصنعي كل ما يفعل الحاج غير أنك لا تطوفين بالبيت)، ولما وصلوا قريب من التنعيم، أمر صلى الله عليه وسلم ان تضرب الخيام في مكان اسمه ذي طوى، لأنه وصل مع مغيب الشمس فكان من سنته صلى الله عليه وسلم ان يدخل مكة نهارا، وبات تلك الليلة حتى إذا اصبح اخذ ماء واغتسل وهو محرم، حتى يدخل مكة بما يليق بها فهي بيت الله، واقتدى به اصحابه من استطاع منهم أن يغتسل، فيجوز للمحرم ان يغير ملابس الاحرام ويغتسل ويحك جسمك، ولا يتعطر ويجوز للمرأة المحرمة ان تغتسل وتغير ملابسها، قال امير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه: والله لو لم أجد إلا رجلي لحككت بها ظهري.