كان قد أرسل رأس النفاق إبن سلول رسولاً الى حيي ليقول له: إياكم أن ترحلوا، اثبتوا وتمنَّعُوا، ولا تخرجوا من دياركم، فإن معي ألفين يدخلون معكم حصنكم، فيموتون دونكم، وإن لي حلفاء من غطفان، وهذه اخوانكم قريظة، كلنا نجتمع ونقاتل حتى نخلص من محمد وصحبه ودينه، وإن أجلاكم جلينا معكم، فجاء الخبر الى حيي وهو يستعد للجلاء، إذن لن نرحل، فنزل قوله الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ}، فبعث الى النبي، إنَّا لا نخرج من ديارنا، فأصنع ما بدا لك، فلما بلغ النبي صلى الله عليه وسلم جوابه، قال: (الله اكبر) فكبر ألصحابه، فكبر النبي ثانية وثالثة فكبروا، ثم قال: (الآن حاربت نضير، قم يا بلال وأذن للجهاد) فأذن: حي على الجهاد حي على الجهاد، حي على خير العمل. فهب الصحابة كالأسود استعداداً للقتال، كان إبن سلول جالس معهم بالمسجد فقام وأرسل مرة اخرى الى حيي: إياك أن يخيفك هذا، إذا جدَّ الأمر ستجدنا عندك في حصنك،
دخل عبدالله رضي الله عنه إبن المنافق يلبس لباس الحرب، ونظر الى أبيه قال: أراك لا تستعد، قال: سأستعد فيما بعد، وخرج المسلمون وكان علي يحمل اللواء وكانت المسافة من المدينة الى بني النضير ميلين.